هادي العنزي
شهدت الرياضة النسائية نقلة نوعية مطلع الموسم الماضي تمثلت بانطلاق أول مسابقة دوري لكرة الصالات، في تجربة ثرية متكاملة، عدها الكثيرون بداية لعهد جديد للرياضة النسائية في الكويت، واليوم يقترب الموسم الثاني للدوري النسائي من انطلاقته.
وأكدت عضو اللجنة النسائية في اتحاد الكرة ومدير المنتخبات فرح بودي خلال استضافتها في ديوانية «الأنباء» أن الموسم الثاني انطلق 30 نوفمبر الماضي، بمشاركة 7 أندية وأكاديمية واحدة، وأن هناك إمكانية لإقامة بطولة الكأس لأول مرة، لكنها تخضع لمزيد من الدراسة خلال الفترة الحالية، فيما سيتم فتح الباب لمشاركة لاعبة محترفة واحدة لكل فريق، مؤكدة أن انطلاقة أول دوري رسمي شهدت نجاحا كبيرا بتعاون الجميع والحضور الجماهيري الكبير.
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
ما انطباعكم عن تجربة الدوري الموسم الماضي؟ وكيف ترين مستقبل الكرة النسائية؟
٭ البداية كانت صعبة، ولم تكن ممارسة الكرة للسيدات أمرا مقبولا مجتمعيا في بادئ الأمر، وهذا ليس وليد اللحظة بل منذ سنوات خلت، وقد كنت متخوفة من العقبات أو احتمالات الفشل في بادئ الأمر، ولكن تواجد فاطمة حيات عضوا في مجلس إدارة الاتحاد فتح أبوابا مغلقة كثيرة، وبالعمل الجاد والإصرار والحرص الكبير من قبل جميع أعضاء اللجنة النسائية في اتحاد الكرة على النجاح عبر تحقيق الأهداف الموضوعة، لمسنا تغيرا وتجاوبا لدى الأفراد والمؤسسات، وما أن انطلق أول دوري لكرة الصالات حتى وجدنا الدعم والمساندة من قبل الجميع، والحضور الجماهيري من الجنسين أثناء المباريات أكد لنا نجاح تجربة أول دوري للسيدات في الكويت، وهو محل فخر وتقدير من قبلنا، ونتطلع للمضي قدما في تجربتنا «الكروية» وإثرائها بما يسهم في تطويرها عاما بعد آخر.
كيف تصفين التعاون مع الأندية المحلية والاتحادين الدولي والآسيوي؟
٭ نادي الكويت مبادر بفتح الباب أمام الكرة النسائية، واليوم نشهد العديد من الأندية قد انخرطت في المشاركة في مسابقات الكرة النسائية، إلى جانب ناديي اليرموك والعربي، وهذا العام ازداد العدد بعد انضمام القادسية ونأمل بمشاركة جميع الأندية، أما دوليا، فرئيسة اللجنة النسائية في اتحاد الكرة فاطمة حيات لديها العديد من العلاقات الوثيقة مع الاتحاد الدولي، ودائمة التواصل معهم، وقد زارنا وفد دولي الموسم الماضي أكثر من مرة، واطلع على سير عمل اللجنة، وشاهد عددا من مباريات دوري الصالات، وأبدى إعجابه الشديد ودعمه الكامل للكرة النسائية الكويتية، وهذا يدفعنا لمزيد من العمل من أجل التطوير.
.. وماذا عن تحضيرات الموسم الثاني؟ وكم عدد الفرق المشاركة؟
٭ الموسم الثاني لدوري كرة الصالات انطلق بحمد الله في 30 نوفمبر بمشاركة 7 أندية هي: الفتاة وسلوى والعيون والكويت والقادسية والعربي واليرموك، بالإضافة إلى أكاديمية «فور سبورت لعب»، وما زلنا في صدد اختيار المكان. ونسعى لإقامة المباريات خلال يوم السبت من كل أسبوع، لكي نتيح الفرصة لتدريب المنتخب خلال الفترة وبما لا يتعارض مع تدريبات الأندية، كما نسعى لأن ينتهي الدوري قبل بداية مارس المقبل، وقد تقلص العدد عما كان عليه الموسم الماضي نظرا لتعديلات جوهرية قمنا بها على نظام المسابقة، لعل أبرزها استبعاد الفرق التي لا تنضوي تحت مؤسسة رياضية معتمدة، وهو أمر تنظيمي بحت، وبما يمكن الأندية من تأدية دورها بشكل أفضل دون مزاحمة من كيانات لا تحمل الصفة الرسمية، أما فيما يتعلق بالكأس، فالفكرة موجودة وقيد الدراسة حاليا، وهناك احتمالية بإقامة البطولة أبريل المقبل، بحيث تأتي بعد كأس الخليج وقبل انطلاق التحضيرات الخاصة بكأس آسيا الذي سيقام في يوليو المقبل، والأمر يخضع لاعتبارات أهمها الاستحقاقات المقبلة للأزرق سواء على النطاق الإقليمي أو القاري.
هل هناك لوائح جديدة لدوري كرة الصالات النسائية تم تطبيقها مع انطلاق الموسم الثاني؟
٭ على الأغلب ذات النظم واللوائح المنظمة للعمل، باستثناء الموافقة على إشراك لاعبة محترفة في كل فريق، وتقنين مشاركة غير الكويتيات بالفرق، من أجل إتاحة الفرص للاعبة الكويتية، حيث كانت هناك فرق كاملة يغلب عليها العنصر الأجنبي، وهذا لا يحقق الفائدة المرجوة من إقامة الدوري، وتنص المادة 15 من لائحة المسابقة على «يجوز للفريق في مباريات المسابقات النسائية أن يسجل لكل مباراة عدد (1) لاعبة محترفة تحمل شهادة انتقال أو بطاقة دولية، و(3) لاعبات من غير الكويتيات أو من غير محددي الجنسية، على أن يتم تسجيل (3) لاعبات غير كويتيات كحد أقصى في «الاسكورشيت»، وهذا لم يكن محدد نصا الموسم الماضي.
كيف كانت بداية أزرق الصالات للسيدات، وما هي رؤيتكم للمنتخب مستقبلا؟
٭ المنتخب في بداية تكوينه، وعلينا جميعا أن نعي تماما أن المنتخب يحتاج المرور بمراحل تطويرية عدة للوصول إلى المستوى المطلوب ولاكتساب الخبرة الكافية، خاصة أنه لم تكن هناك خبرات مسبقة للاعبات عن كرة الصالات، فجميع اللاعبات كانوا يلعبون على الملاعب العشبية، وهذه النقلة تعد تحولا كبيرا بالنسبة إليهن، والوقت عامل مهم لتحقيق الأهداف المراد الوصول إليها، والفوز يتطلب تقدما فنيا وبدنياً للاعبات وهو ما نحرص عليه، وقد خاض الأزرق معسكرا تدريبيا وفق خطة الإعداد الموضوعة من المدربة شهرزاد مظفر، حيث لعبنا 4 مباريات، وفزنا في مباراتين وخسرنا اثنتين، وشاركنا بعدها في دورة دولية في الصين مع منتخبات متطورة في كرة الصالات، ومن ثم شاركنا في دورة المرأة الخليجية السادسة، وبالرغم من النتائج جاءت التجربة إيجابية، وتعرفنا على مستويات المنتخبات في المنقطة وخاصة منتخبي الإمارات والسعودية، ونأمل مزيدا من التطور خلال الفترة المقبلة.
«الصالة».. مشكلة
أكدت فرح بودي أن المشكلة الأبرز التي تواجه منتخب كرة قدم الصالات، تتمثل بعدم وجود صالة للتدرب عليها بشكل منتظم، مبينة: «لا توجد صالة مخصصة للاتحاد، وعليه يتوجب علينا البحث عن صالة لتدريبات أو مباريات المنتخب، الأمر الذي يستدعي طلب صالة من أحد الأندية، وهذا الأمر ليس بالأمر الهين الحصول عليه، لكون جميع الأندية لديها فرقها الجماعية كرة السلة، واليد، والطائرة فضلا عن كرة الصالات للرجال والسيدات، مما يجعل الموافقة على توفير الصالة للاتحاد أمرا بالغ الصعوبة، ونأمل تلافي هذه المشكلة مستقبلا».
إعداد خاص
ذكرت فرح بودي أن منتخب الكويت لكرة الصالات تنتظره استحقاقات مهمة في النصف الأول من العام المقبل، تتمثل الأولى في استضافة الكويت لكأس الخليج الأولى لكرة الصالات للسيدات مارس 2020، بمشاركة أغلب المنتخبات الشقيقة، والثانية تتمثل في خوض غمار منافسات كأس آسيا في يوليو المقبل، مضيفة: «نسعى لأن ينتهي الدوري المحلي قبل شهر مارس المقبل لإتاحة الفرصة لتجهيز المنتخب، ويتوقع أن تكون المنافسة قوية مع منتخبات السعودية والبحرين والإمارات، وسيكون هناك معسكر داخلي قبل انطلاق البطولة، فيما نسعى لإقامة معسكر خارجي تحضيرا للمشاركة في كأس آسيا».