-  قصر فترة الإعداد
-  ضعف الدفاع 
- عدم تنفيذ الهجوم المرتد 
- غياب القائد في الملعب
حامد العمران
التفاؤل كلمة عندما تمسكنا بها وذكرناها مرار وتكرارا خلال البطولة الآسيوية، فقد كانت على أمل أن يحقق أزرق اليد حلم التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة اليد التي ستقام بالقاهرة في 2021.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، حيث جاءت الرياح بما لا تشتهي أحلامنا الزرقاء التي عادت إلى ارض الواقع رغم كل الدعم الجماهيري الكبير الذي ساند منتخبنا في مبارياته على صالة مجمع الشيخ سعد العبدالله للصالات المغلقة، حيث امتلأت المدرجات عن بكرة أبيها بجماهير وصل عددها لـ 4 الآف عاشق لأزرق اليد غير الجماهير التي تواجدت خارج الصالة وتابعت المباريات عبر شاشات عملاقة وضعت بالخارج.
بشكل عام، حفلت البطولة الآسيوية الـ 19 لكرة اليد والتي استضافتها الكويت من 16 إلى 27 يناير الحالي، بالدروس التي نجزم بأنها إيجابية، ويجب أن نتعلم منها لتكون لنا نقطة الانطلاقة نحو تحقيق أحلام إعادة البريق إلى «الأزرق» الذي كان زعيم آسيا وحامل مشعل المشاركة في نهائيات كأس العالم في 8 مناسبات سابقة.
وبالعودة إلى الأسباب التي جعلت الأزرق يظهر بصورة غير متوقعة في البطولة ويتذيل ترتيب منتخبات المجموعة الثانية في الدور الثاني وفي النهاية يحتل المركز الثامن في البطولة، فمن غير المعقول أن نضع خطة إعداد المنتخب لستة أسابيع فقط والتي بدأت منذ التعاقد مع المدرب التونسي آمن القفصي في نهاية نوفمبر وانطلاق عمله الفعلي في بداية ديسمبر من خلال برنامج يشمل رفع اللياقة البدنية والتجهيز البدني والتجهيز التكتيكي والفني وخوض المباريات الودية، ناهيك عن أن القفصي يملك فكرا تدريبيا جديدا على اللاعبين ومدرسة تدريبية مختلفة عن التي تعود عليها اللاعبون في السنوات الماضية، ولا يمكن استيعابها أو هضمها خلال هذه الفترة القصيرة جدا، لذلك يجب أن نعي بان فترة الإعداد القصيرة هي السبب الرئيسي في الهبوط البدني عند اللاعبين، لاسيما ان الأزرق لعب 6 مباريات في الدورين الأول والثاني خلال 8 أيام فقط، وهذا الأمر يعتبر فوق طاقة أي منتخب فترة إعداده شهر ونصف الشهر فقط ليلعب أمام منتخبات وضعت خططا استراتيجية وإعدادا فاق السنتين بالتزامن مع استقرار أجهزتها الفنية، ولذلك فمن غير المنطقي أن نقارع عمالقة آسيا بهذا الإعداد البسيط جدا.
ومن ضمن الأسباب الفنية أيضا في تواضع مستوى المنتخب، عدم ظهور الدفاع بالشكل المطلوب وافتقاد الفريق لتنفيذ الهجوم المرتد (الفاست بريك) بشكل سليم، كما غلب اللعب الفردي في الجانب الهجومي على الأداء العام رغم محاولة المدرب إيجاد انضباط تكتيكي، ويعود هذا الأمر إلى عدم وجود قائد داخل الملعب ينفذ الجميع تعليماته وافتقاد لاعبي الأزرق للعودة السريعة إلى الدفاع ما جعل المنتخبات المنافسة تطبق علينا الهجوم المرتد.
وأخيرا، يجب ألا نقسو على أبنائنا اللاعبين الذي اجتهدوا ولعبوا بروح عالية ولكنها لم تكن كافيه لأن تصل بنا إلى الهدف المنشود، كما يجب أن نشيد بالجهود المبذولة من قبل اتحاد اليد الذي حاول تحقيق نتائج إيجابية بتوفير برنامج جيد والتعاقد مع مدرب جديد ولكن الوقت لم يكن كافيا للوصول إلى مستوى المنافسة على احد المقاعد الأربعة المؤهلة إلى مونديال اليد.
استقرار الجهاز الفني
إذا أردنا أن نعمل وفق منظومة صحيحة، فيجب التجديد للتونسي آمن القفصي أو التعاقد مع مدير فني قوي على أن يبدأ في العمل فورا وبعقد لا يقل عن سنتين حتى يؤسس استراتيجيته وبرنامج عمله بشكل سليم وليس فقط على مستوى المنتخب الأول ولكن في جميع المراحل من خلال اجتماعه مع مدربي المراحل السنية ووضع فكره التدريبي على طاولة الاجتماعات ليتم العمل وفق خطة طويلة المدى لضمان تدرج اللاعب بالشكل الصحيح مع ضرورة توفير بيئة العمل المناسبة لذلك وعدم التدخل في خطط عمله.
تطوير الدوري الكويتي
من أهم أسباب عدم مقدرة الأزرق على اللحاق بالركب الآسيوي في طريقة المسابقات المحلية التي لا تخدم اللاعبين، حيث يعتبر الدوري الكويتي من أضعف الدوريات على المستوى الآسيوي والدليل على ذلك أن أبرز لاعبي المنتخب بل السواد الأعظم منهم لا يلعب خلال سنة كاملة إلا 3 أو 4 مباريات قوية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على قوة المنافسة والحافز في الانتظام بالتدريب طوال الموسم، وبالتالي إذا ما أردنا عودة اللاعب إلى سابق عهدة فلابد أن نضع دوري قويا يجبر اللاعب على الانتظام بالتدريبات طوال الموسم وخلق روح المنافسة، وهو ما يرفع الجانبين البدني والفني عند جميع اللاعبين، وبما أننا في سياق الحديث عن المسابقات المحلية فيجب على الاتحاد سرعة اتخاذ قرار مشاركة اللاعب الأجنبي مع الأندية.