عبدالعزيز جاسم
وضع اليد على مكامن الخلل أولى خطوات العلاج وبداية تصحيح المسار في أي مجال.. وبالنظر إلى حال كرتنا المحلية نلاحظ تراجعا ونقصا في عدد اللاعبين الذين يشغلون بعض المراكز على العكس مما كان في فترات سابقة، والدليل على ذلك الاستعانة وبشكل واضح بعدد من المحترفين في تلك المراكز.
«الأنباء» رصدت هذه الظاهرة وناقشتها مع عدد من لاعبي الخبرة السابقين الذين كان لهم تأثير على فرقهم ومنتخباتنا الوطنية، وكذلك بعض المدربين الوطنيين الذين دائما ما يسعون إلى تطوير فرقهم التي يدربونها سواء الأولى أو في المراحل السنية.. وقد وجهنا لهم سؤالين هما: ما أكثر مركز تفتقده كرتنا المحلية في الوقت الحالي؟ وأين الخلل أو السبب في عدم تواجد اللاعبين في هذا المركز كما كان في السابق؟.. وكانت المحصلة في التفاصيل التالية:
بنيان: البنية الجسمانية مهمة لقلب الدفاع
بداية، أكد مدافع القادسية السابق محمد بنيان أنه لا يخفي على أحد أن هناك مركزين تعاني منهما الأندية والمنتخب أيضا في جميع المراحل وهما قلب الدفاع ورأس الحربة، مشيرا الى أن خير دليل على ذلك هو مطالبة معظم الجماهير بضم مساعد ندا للمنتخب خلال تلك الفترة رغم أنه تجاوز الـ35 عاما وذلك بسبب عدم وجود لاعبين في مركز قلب الدفاع.
وأضاف: «ما يدل على ذلك هو تعاقد الأندية بشكل كبير مع محترفين بهذين المركزين، ونحن نعاني مع المنتخب في البطولات من عدم وجود هؤلاء اللاعبين، ففي رأس الحربة لا يوجد سوى يوسف ناصر وشبيب الخالدي الذي لم يأخذ فرصته».
وبين بنيان أن من أسباب غيابهما يعود إلى الأندية التي لم تبذل جهدا كبيرا من أجل إبراز اللاعبين بتلك المراكز، مشيرا إلى أن هذا الأمر لا يعتبر من اختصاص أو مسؤولية مدرب الفريق الأول لأن ذلك الأمر هو ما يجب أن يكون من اختصاص مدربي المراحل السنية إضافة إلى ذلك لايوجد مدافعون بالوقت الحالي لديهم بنية جسمانية تساعدهم على التألق بهذا المركز لاسيما أن المهارة والإمكانات الأخرى تحتاج إلى بنية جسمانية تساعدهم على البروز والظهور بمستوى لافت.
يعقوب: خلل الدفاع والهجوم بسبب المحترفين
من جانبه، قال المدرب الوطني أنور يعقوب ان هناك مركزين نحتاج إلى تواجدهما كما كان في السابق وهما قلب الدفاع والهجوم، مشيرا إلى أن المشكلة الأولى تكمن في تواجد 5 محترفين وهو ما يمنع بروز اللاعب الناشئ، وكذلك الخلل بالأندية من خلال تركيزهم على التعاقد مع محترفين في قلبي الدفاع والهجوم.
وأضاف أن هناك أندية كبيرة كالقادسية تعاقدت مع مدافعين خلال الفترة الأخيرة والأفضل كان إعطاء الفرصة للاعبين الشباب مثلما كان في السابق يخرج نجوم بهذا المركز، مشيرا إلى ان اللاعب يصل لعمر 26 عاما وهو يفتقد الاحتكاك والخبرة.
وبين أن أكبر دليل على ذلك هو أن نادي الكويت مازال يعتمد على المدافع حسين حاكم وكذلك تواجد مساعد ندا مع القادسية أو السالمية من قبل وهم من النجوم في هذا المركز واستمرارهم دليل على عدم وجود لاعبين موهوبين آخرين، موضحا أن كل الأندية تبحث عن التعاقد مع مهاجمين ما تسبب في عدم وجود مهاجم بارز باستثناء يوسف ناصر ما نتج عنه حدوث مشكلة كبيرة بهذا المركز حيث لدينا حسين الموسوي ويعقوب الطراروة والشاب مشعل خالد لكن بسبب المحترفين لم يأخذوا فرصتهم بالشكل المطلوب، بينما يعتبر أكثر المراكز اطمئنانا هو الوسط وهم كثرة بالوقت الحالي.
عبدالرضا: نفتقد أكثر من مركز
بدوره، أكد المدرب الوطني علي عبدالرضا أن هناك أكثر من مركز نعاني منه في الفترة الحالية بقلب الدفاع والظهير الأيسر والمهاجم الصريح وخير دليل لا نمتلك في الوقت الحالي سوى يوسف ناصر.
وأضاف: يعتبر الخلل في مدربي الأندية بجميع المراحل الذين يجب أن يكون لهم دور كبير في صناعة اللاعبين بتلك المراكز، فمن غير المعقول أن يكون تركيزهم فقط على لاعبي خط الوسط وينسون أهم المراكز التي ذكرناها، مشيرا إلى أن الكرة الكويتية افتقدت «الكشاف» الذي كانت له نظرة باللاعبين والمراكز.
ومن خلال عملي في كاظمة كان لدينا خلل في مركزي الدفاع والظهير بالمراحل السنية وتمكنا من تصحيحه، مبينا أن العمل يجب ان يكون من جميع الأندية لتحقيق مصلحة المنتخب وبالتالي المنافسة تكون بين 5 لاعبين في كل مركز.
عبدالكريم: التأسيس مهم منذ الصغر
هذا، وأوضح مدرب الفريق الأول لكرة القدم في النصر أحمد عبدالكريم أن أكثر مركز تفتقده الأندية هو مركز قلب الدفاع، ويعود السبب الى أكثر من أمر منهم ان أكثر اللاعبين يفضلون اللعب في مراكز أخرى كالوسط والهجوم بالإضافة إلى أن عدم التأسيس التصحيح من الصغر ساهم في ضعف هذا المركز.
وأشار إلى ان اختيار مركز قلب الدفاع يجب ان يكون مبنيا على عدة عوامل منها البنية الجسمانية والطول والمرونة وهو ما نفتقده بالوقت الحالي.
موسى: الخلل في وسط الملعب
كما رأى نجم الأزرق والعربي السابق أحمد موسى أن أكثر مركز نفتقده في الوقت الحالي هو وسط الملعب، مشيرا إلى أن تعاقد جميع الأندية مع محترفين بكثرة بهذا المركز ساهم بشكل كبير وفعال في انعدام مشاركة اللاعب الكويتي خلال المواسم الماضية.
ولفت إلى أننا نفتقد بشدة إلى البنية الجسمانية للمدافعين ولايوجد لدينا مدافعون يمتلكون تلك الصفات سوى مدافع القادسية خالد محمد إبراهيم ومدافع الكويت فهد حمود.
كنكوني: نحتاج المدافع القائد
اما حارس مرمى الأزرق السابق شهاب كنكوني كان رأيه متماشيا مع الأغلبية، حيث أكد أن كرتنا المحلية بالفعل تفتقد قلب الدفاع المميز الذي يعمل الفارق من الخلف من خلال بناء الهجمة والقيادة وذلك الأمر ليس تقليلا من اللاعبين المتواجدين لكنه حقيقة.
وبين أن السبب الرئيسي في عدم تواجد المدافعين بهذا المركز لافتقاد الموهبة فهناك لاعبون جيدون ويعملون على أنفسهم لكنهم ليسوا موهوبين، وحسب ما أشاهده ندرة اللاعبين في هذا المركز ليست على مستوى الكويت بل في العالم ككل.