حالة من الإثارة تشهدها بطولة أمم أفريقيا منذ بداية الجولة الحاسمة بدور المجموعات من خلال مواجهات ثمن النهائي، وسط أمنيات باستمرارها خلال الأدوار المقبلة. ويعود السبب الأهم وراء هذه المتعة إلى التنافسية العالية، إذ تشهد البطولة ثورة الفرق الصغيرة والمتوسطة أمام كبار القارة، فلا توجد نتائج كبيرة، وأغلب المباريات حسمت خلال دقائقها الأخيرة.
فرغم الظروف الصعبة، قدم منتخب جزر القمر مباراة تاريخية أمام الكاميرون، وكان قاب قوسين أو أدنى من العودة في اللقاء، كما نجحت مالاوي في مجاراة المنتخب المغربي، في المباراة التي انتهت بفوز «أسود أطلس» بهدفين لهدف، كما انتصرت السنغال بصعوبة على منتخب الرأس الأخضر بثنائية نظيفة، ولولا طرد لاعبين من «الرأس الأخضر»، ربما كان الجمهور سيتابع سيناريو مختلفا تماما للقاء.
فيما استمرت مغامرة المنتخب الغامبي بقيادة البلجيكي توم سانتفيت في البطولة بعد انتصارها على غينيا، لتضرب موعد مع صاحب الأرض والجمهور، المنتخب الكاميروني، في مشاركة أولى تاريخية بأمم أفريقيا لمنتخب «العقارب» وأخيرا كانت مفاجأة غينيا الاستوائية بإخراجها لمنتخب مالي الذي ينافس تونس الشهر المقبل على بطاقة التأهل إلى مونديال قطر، بينما استمرت عقدة مصر لمنتخب ساحل العاج في أقوى لقاءات ومواجهات دور الـ16 ليثبت «الفراعنة» علو كعبهم على «الأفيال» إذ انتصروا في 8 مواجهات من أصل 11 مواجهة بينهما مقابل خسارة وحيدة.
وببساطة، جميع المنتخبات لعبت من أجل الفوز، فتلاشت التصنيفات التي تتعلق بالكبار والصغار، ليبقى السؤال الأهم: هل تبشر البطولة بتغيير خارطة اللعبة بالقارة السمراء؟ وهنا يقول الناقد الرياضي، محمد طلبة إن «أمم أفريقيا» تمثل جرس إنذار قويا لكبار منتخبات القارة، فالمنتخبات الكبرى يجب أن تعتمد على مشاريع حقيقية لتستمر قوتها، إما سيأتي اليوم الذي سيتراجع تصنيفها لصالح منتخبات أخرى صغيرة وان تحاول زيادة قوتها من خلال خطط محترفة وطموحة، مضيفا: «المنتخبات الكبرى وبالأخص العربية تعتمد فقط على تغيير المدربين والأطقم الفنية، وهذا بالطبع يؤثر على قوة الفريق، لكن الأهم من ذلك هو وجود مشروع حقيقي يبدأ من فرق الناشئين حتى الفريق الأول، ما يضمن وجود منظومة ناجحة.
على الجانب الآخر، يرى قائد الأهلي ومنتخب مصر الأسبق شادي محمد إن الحديث عن تغير خارطة المنافسة الكروية بالقارة السمراء مبكر للغاية، مضيفا: «رغم الأداء القوي لبعض الفرق الضعيفة بالبطولة، إلا أن هذا الأداء مازال في إطار الظهور المشرف، وفي النهاية لن يغادر اللقب خزينة أحد المنتخبات الأفريقية الكبرى».