فيما تبرز كأس أمم آسيا كأكبر وأقوى بطولة في القارة الصفراء، كشفت النسخة الحالية من البطولة والتي تستضيفها الإمارات حتى أول فبراير المقبل عن أن الأسماء التي تجتذب القدر الأكبر من الاهتمام والأضواء ليست للاعبين الذين ينشطون داخل الملعب بقدر ما هي للمدربين الأجانب الذين يقفون بجوار الخطوط.
وتشهد البطولة الحالية عددا من نجوم التدريب في مقدمتهم الإيطالي مارشيلو ليبي المدير الفنى للمنتخب الصيني والمدير الفني الأسبق للمنتخب الإيطالي والذي قاد «الآزوري» للفوز بلقب بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا. كما يبرز من أسماء المدربين كل من الإيطالي الآخر ألبرتو زاكيروني المدير الفني للمنتخب الإماراتي، والذي توج من قبل بلقب كأس آسيا في 2011 مع المنتخب الياباني، والسويدي زفن غوران اريكسون المدير الفني للمنتخب الفلبيني، إضافة للمدرب الصربي ميلوفان راييفاتش الذي أقيل من تدريب المنتخب التايلندي بعد المباراة الأولى التي خسرها أمام نظيره الهندي 1-4.
وعندما يلتقي المنتخبان الصيني والفلبيني اليوم في الجولة الثانية من مباريات دور المجموعات، وعلى الرغم من الفارق الكبير بين المنتخبين والإثارة التي من الممكن أن تشهدها المباراة، ستكون معظم الأضواء مسلطة خارج الخطوط حيث الصراع بين ليبي واريكسون.
ومن المؤكد أن أي مواجهة بين هذين المدربين على مدار العقود الثلاثة الأخيرة كانت تمثل مواجهة من العيار الثقيل ولكن مدى قدرة لاعبي الفريقين على تنفيذ تعليمات المدربين الخبيرين لن تظهر إلا من خلال المباراة.
ويخوض كل من ليبي واريكسون هذه البطولة وهو في السبعين من عمره ويأمل في الفوز باللقب لإضافته إلى رصيد حافل في مسيرته التدريبية.
ويتفوق سجل ليبي على اريكسون بالطبع لاسيما أنه توج بلقب المونديال في 2006 كما توج قبلها بلقب دوري الأبطال الأوروبي مع يوفنتوس الإيطالي وأحرز لقب دوري أبطال آسيا مع غوانغتشو إيفرغراند الصيني.
ورغم ما يتردد عن راتبه الفلكي مع المنتخب الصيني، يتطلع ليبي لمزيد من النجاح بحثا عن خطوة أفضل وراتب أعلى بالتأكيد.
وكان المنتخب الصيني قلب تأخره 0-1 في الشوط الأول إلى فوز ثمين على قيرغيزستان 2-1 في الشوط الثاني من مباراتهما.
وفي المقابل، يمتلك اريكسون، خبرة تدريبية تمتد لأكثر من 40 عاما منذ توليه تدريب فريق ديغرفور السويدي.
وشهدت مسيرة اريكسون التدريبية فترات عدة خارج السويد حيث عمل بالتدريب مع منتخبات إنجلترا والمكسيك وساحل العاج، وتتضمن إنجازاته لقبين أوروبيين إضافة للقب الدوري الإيطالي مع لاتسيو.
استثمارات الصين
وفيما ضخت الصين استثمارات هائلة وضخمة في كرة القدم للارتقاء بمستوى اللعبة في الصين، كما تعاقد المنتخب الصيني مع ليبي بداية من 2016، ومازال المنتخب الفلبيني بين الفرق المتواضعة من حيث التاريخ والإمكانيات والخبرة على الساحة الآسيوية حيث يخوض فعاليات كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه.
ورغم هذا، استهل المنتخب الفلبيني مسيرته في البطولة الحالية بالهزيمة بصعوبة بهدف دون رد أمام المنتخب الكوري الجنوبي أحد المرشحين للقب في النسخة الحالية.
وعلى النقيض من ليبي، تولى اريكسون تدريب المنتخب الفلبيني قبل شهور قليلة.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه على البطولة الحالية هو: هل وجود مدرب صاحب اسم كبير مع منتخبات تنتمي لثقافة مختلفة يضمن النجاح؟ والحقيقة أن مدربا مثل زاكيروني لم يترك حتى الآن بصمة حقيقية مع المنتخب الإماراتي رغم نجاحه من قبل مع المنتخب الياباني.
وتشهد البطولة الحالية مدربين أرجنتينيين هما خوان أنطونيو بيتزي الذي قاد منتخب تشيلي من قبل للقب «كوبا أميركا» ويتولى تدريب المنتخب السعودي حاليا ومواطنه هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب أوزبكستان.
ويتولى تدريب منتخب كوريا الجنوبية المدير الفني البرتغالي باولو بينتو الذي قاد منتخب بلاده من قبل لمدة 4 سنوات، كما يتواجد مواطنه كارلوس كيروش (65 عاما) المدير الفني الأسبق لريال مدريد الإسباني مع المنتخب الإيراني منذ 2011.