ناصر العنزي
من كان يتوقع أن منتخبنا الوطني سيصل أبعد مما وصل إليه في «خليجي 24» فقد بالغ في توقعه، فالمؤشرات كانت تشير الى وصوله إلى هذه المحطة التي اجتهد فيها لاعبونا قدر استطاعتهم، ولكن في كرة القدم لا وجود للعواطف والتمنيات، فمن يستعد جيدا وصفوفه مكتملة وعناصره جيدة يستحق أن يصل إلى الأدوار المتقدمة، ومنتخبنا جاء إلى الدوحة بعدما خاض تصفيات غير مستقرة أمام أستراليا والأردن ونيبال والصين تايبيه وبعد إقالة المدرب السابق روميو يوزاك وإسناد المهمة إلى الوطني ثامر عناد الذي وجد نفسه في منافسة شرسة مع مدربين أوروبيين على قدر كبير من الخبرة وحسن التصرف.
وفي بطولة كأس الخليج تحديدا لا تخضع المنافسة لمقاييس فنية بحتة حيث تكون عادة مشحونة بالضغط الجماهيري والإعلام، وعادة ما يكون سلبيا على الفرق، ومنتخبنا الوطني عانى من ذلك بعدما حقق فوزه الأول على السعودية فوجد نفسه محاصرا من الجماهير التي توافدت بكثافة إلى الدوحة ومن زحمة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي فأينما خرج اللاعب يجد أمامه كاميرات وأضواء، ولمسنا تقصيرا من قبل الجهاز الإداري في إبعاد اللاعبين عن هذه الأجواء بعد مباراة السعودية لكنها لم تكن بالطبع سببا رئيسيا في الخروج من البطولة.
من الناحية الفنية، فإن منتخبنا يعاني قصورا كبيرا في مراكزه الثلاثة، فخط الدفاع بكل من لعب به كان نقطة ضعف واضحة للخصم، فبمجرد النظر إلى تحركاته يدرك مدرب الفريق الآخر أن به عدة ثغرات، واستقبلت شباكنا 7 أهداف في 3 مباريات، فالضعف كان شديدا في قلب الدفاع بوجود فهد حمود وفهد الهاجري وكذلك الظهيرين وكثرت الأخطاء في التغطية والتنظيم الحركي. واعتمد منتخبنا على لاعب واحد في صناعة اللعب وتحريك الكرة نحو الأمام هو بدر المطوع فإن غاب تعطلت كرتنا وهذا ما حدث في مباراة البحرين بعدما خرج مجهدا في الشوط الثاني، وفي الهجوم كان يوسف ناصر هو العنصر الأساسي وما ينفرد به عن زملائه أنه يسجل من كرات صعبة ويهدر السهلة بكل برود.
نقطة مهمة أبدينا تخوفنا منها منذ إعلان جدول البطولة وهي خوض منتخبنا المباراة الثالثة أمام البحرين بعد «36» ساعة من مباراته الثانية مع عمان، حيث يصعب على اللاعبين وصولهم إلى مرحلة «الاستشفاء» وهو ما يعرف بتخليص الجسم من الإرهاق، ما كبدهم مشقة كبيرة في المباراة الثالثة، حيث لم يستطع بدر المطوع تكملة المباراة، كما غاب الظهيران الأساسيان سامي الصانع ومشاري غنام.
خروج الأزرق من البطولة درس قاس لكل طاقم المنتخب مدربا ولاعبين واتحاد الكرة المشرف على المنتخبات، وفي مثل هذه الحالات من المفترض يقدم المسؤولون عن الإخفاق على الاستقالة، ومن المتوقع أن يستمر المنتخب بكل أفراده في بقية تصفيات كأس العالم وكأس آسيا كما جرت العادة، ويبقى الوضع كما هو عليه.