عبدالعزيز جاسم
aziz995@
التقط مشجعو الدوري الإيطالي والإنجليزي والألماني انفاسهم بانتهاء الدوري الاسباني وتحديدا انتهاء جميع مباريات ريال مدريد وبرشلونة وتمنوا ألا يسمعوا اسميهما خلال عطلة الصيف بعد أن انشغل مشجعو الطرفين طوال الموسم بتبادل الانتقادات بينهم في كل بلدان العالم ما أثر على مشجعي الفرق الأخرى التي تعشق الكرة الإيطالية والانجليزية والألمانية وجعلهم يدخلون في بادرة التشجيع ليس حبا في برشلونة ولكن كرها في مدريد والعكس صحيح فتجد «ميلانيا» يكره البرشا ويميل للريال وكذلك تجد مشجعا «مانشستراوي» يهيم حبا بناديه لكنه يريد فوز البرشا انتقاما من مدريد وعلى هذا المنوال يسير كل مشجعي الأندية الأخرى.
وعندما انطلقت صافرة بداية اليورو ظن الجميع أن قصة ريال مدريد وبرشلونة انتهت لكن خاب ظنهم فالبرشلونيون يقولون بأن منتخب اسبانيا يطبق طريقتهم ويلعب بنجومهم لذلك سيشجعونه حتى وإن كانوا في الأصل يشجعون دولة أخرى ويرد عليهم المدريديون بأنه لولا الحارس العملاق كاسياس والقلب النابض في الدفاع راموس وروح الوسط ألونسو لما وصل منتخب اسبانيا إلى نهائي البطولة وبالتالي مشجعو مدريد هم أقل حبا للمنتخب وتجد من بقي على حاله في منتخب يعشقه من الماضي أو من تعاطف مع فرنسا وألمانيا لتواجد بنزيمة وسامي خضيرة ومسعود أوزيل بينما كان معظم المدريديين يقفون خلف البرتغال لوجود معشوقهم ونجمهم الأوحد كريستيانو رونالدو الذي لم يخيب آمالهم في البطولة رغم الخروج بينما «كبر» في أعينهم كل من كونتراو وبيبي بعد المستوى الرائع الذي ظهرا به.
وبين هذا وذاك لم يذهب الصداع المزمن من مشجعي الأندية الأخرى بتواجد اسمي «المرينغي» و«البلوغرانا» في البطولة وتمنوا سقوط اسبانيا من الدور الأول لكنه لم يسقط وقالوا سيزاح من فرنسا لكنه نزح للدور قبل النهائي ثم وثقوا بأن البرتغال ستقتلعهم من اليورو لكنهم اقتلعوا بطاقة النهائي ليسلموا بالأمر الواقع بان قصة مدريد والبرشا لن تنتهي ولن يزول معها الصداع المزمن وحال لسانهم يقول حتى في اليورو «ورانا ورانا ترى ملينا». ولم يقف طغيان مدريد وبرشلونة عند هذا الحد فهناك من تمنى وجود الداهية الأرجنتيني ميسي مع اسبانيا وهناك من تمنى ان يدرب جوزيه مورينيو فقط في اليورو ويعود لمدريد حتى ان هناك مشجعا تساءل في احدى المرات: لماذا لا يلعب ميسي مع اسبانيا وجميع لاعبي البرشا موجودون؟! فما كان مني إلا التزام الصمت فالسكوت فعلا في مثل هذه الأحيان من ذهب ورغم غياب مورينيو عن الملعب إلا أنه كان حاضرا في التحليل من خلال قناة الجزيرة وأخذ البعض في متابعته أكثر من المباريات كما طغى ميسي على البرازيل في مباراة ودية وسجل هاتريك في اليوم الثاني من اليورو حتى ان أحد الزملاء مازح الجميع وقال بأن ميسي نجم اليوم الثاني من اليورو في إشارة منه الى أنه سرق كل الأضواء. ومن خلال متابعة اليورو وردود فعل الجماهير يتضح أن جمهور إيطاليا وألمانيا وهولندا هم الأكثر تعصبا وعشقا لمنتخباتهم ولا يقبلون بتغييره أبدا وإذا خرج من البطولة ينتهي كل شي بالنسبة لهم من خلال التشجيع ويكتفون بالمتابعة وفي بعض الأحيان يميلون لتشجيع من يلعب ضد من أخرجهم بينما معظم الجماهير التي شجعت اسبانيا وفرنسا وأقل منهم درجة انجلترا كانوا متعاطفين مع لاعبيهم في الأندية او من خلال حبهم لأندية تلعب في تلك الدوريات وإذا خرج منتخبهم ينتقلون سريعا من منتخب الى آخر وعلى نفس الأسلوب والتكتيك يسيرون حتى النهائي.
ورغم قرب انتهاء اليورو ونحن في يومه الأخير لايزال عشاق البرشا ومدريد يتشفون في بعضهم حتى تصريح ناني الاخير بانتقاده لرونالدو بعدم التسديد مبكرا وانتظاره حتى الركلة الأخيرة لكي يحصل على المجد حمله أنصار برشلونة سريعا على مرأى ومسمع المدريديين الذين ردوا أيضا بسرعة بأن ناني «حاقد» على رونالدو لأنه سرق كل الأضواء منه وكان نجم المنتخب وناني كان في مستوى باهت وتعرض لانتقادات لاذعة طوال البطولة.
وحتى في هذا الموضوع سأجد من ينتقدني من انصار البرشا ومدريد وربما يصل لدرجة لماذا وضعت اسم مدريد قبل برشلونة في العنوان ومن الآن اعترف فأنا مدريدي لذلك يسهل كتابته علي.