يعد منتخب تاهيتي لكرة القدم أحد أحدث الوجوه في البطولة، حيث يعترف المدير الفني للفريق ايدي ايتايتا بأن هدفه الوحيد هو تمثيل منتخب بلاده ونشر قيم كرة الهواة.
وأبرز ايتايتا في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، قبل أول مباراة للفريق بمدينة بيلو هوريزونتي «لقد قربنا كرة القدم الاحترافية خطوة أخرى نحو الواقع، في العالم هناك 99% من لاعبي الكرة من الهواة، و1% فقط من المحترفين.دائما ما يتم تناسي ذلك». وبفريق غالبيته العظمى من الهواة، ستعيش هايتي تجربتها الأبرز عندما تواجه أسبانيا بطلة العالم وأوروبا في المجموعة الثانية، باستاد ماراكانا الأسطوري، في أول مرة يظهر فيها لاعبو ايتايتا على ملعب بهذا الحجم والأهمية.
ويقول المدير الفني لتاهيتي «لقد فكرنا في ذلك أيضا، ماراكانا يعد أسطورة، لابد أنه مكان مبهر، أنا أيضا لم أكن هناك قط، حاولنا خلال تدريباتنا في بلادنا تقليد الأجواء عن طريق مكبرات الصوت، كي يتمكن الفتيان من الاعتياد على صراخ مائة ألف متفرج دون أن يشعروا بأنهم تحت ضغط»، ويضيف «من الصعب للغاية التركيز في المباراة بهذا المستوى من الصخب اذا لم تكن مستعدا ذهنيا، كما أنني جمعت صورا صغيرة للاعبين المنافسين وقلت لأولادي: انظروا، هذا هو تشافي، هذا هو انييستا، ليسوا وحوشا على الاطلاق، فلا تمكثوا تنظروا اليهم»، ويعترف المدرب بأن هدفه لا يمكن أن يكون الفوز بمباراة في البطولة، بل تمثيل كرة الهواة بأفضل شكل ممكن.
ويقول ايتايتا انه دائما ما يتم تناسي أن كرة الهواة هي الأصل «بالنظر الى أن التلفزيون لا يعرض سوى الفرق الكبرى، لذلك شرف لنا أن نمثل كرة الهواة في محفل كهذا، يمكننا أن نعكس قيما مثل الاحترام والاخلاص، التي كثيرا ما تنسى في كرة المحترفين»، وتابع «لقد قلت للاعبي فريقي أننا سواء لعبنا أمام اسبانيا أو ضد نيجيريا، في نهاية المباراة عليهم المصافحة، حتى لو خسروا، فسيتم الاقرار بما فعلوا، اذا قدموا أفضل ما لديهم وأظهروا روح الكفاح»، وبالتأكيد علق المدرب على خسارة فريقه مؤخرا في لقاء ودي أمام منتخب تشيلي للشباب تحت 20 عاما بسبعة أهداف مقابل لا شيء، دون أن يستبعد تكرار الأمر في كأس القارات.
وقال ايتايتا «سأنطق كذبا اذا أكدت أننا لا نفكر في أن ذلك قد يحدث، رغم أننا في الواقع لم نتحدث عن شيء كهذا، لا بين أعضاء الجهاز الفني ولا بين اللاعبين، فلا نريد أن نعد أنفسنا لمجرد احتمال، كما أنني لا أعتقد أن ذلك ممكن».
واختتم مدرب تاهيتي كلامه بإعلان أشبه بالاستسلام «اسبانيا لن ترغب في تدميرنا، فهكذا هي النماذج الجيدة، فهل من الضروري لبطل العالم أن يدمرنا بعشرين هدفا، وأن يجعل كرة الهواة موضع سخرية؟! هل سيكون ذلك أمرا جديرا بالاحترام؟! هل سيكون ذلك جميلا؟! لا أعتقد».