بقلم جون سينوت
عندما يبدأ السير إليكس فيرغسون، المدرب السابق لنادي مانشستر يونايتد، إلقاء محاضراته في جامعة هارفارد في مايو/أيار، فإنه سيشعر أنّه مسلّح بأجوبة على كل ما يخطر على بال الجميع من أسئلة.
فهو يعرف كل شيء عن فنّ بناء الفرق القادرة على النجاح وكيف يتعامل مع الضغط الذي تفرضه الصحافة وبالطبع أسرار إدارة الوقت، وجميع ما بات يعرف ضمن أوساط كرة القدن بـ"زمن فيرغي."
تقاعد فيرغسون في مايو/أيار بعد أن قاد يونايتد لإحراز بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثالثة عشرة، أي اللقب 49 الذي حققه المدرب خلال 39 عاما من حياته المهنية.
ومن دون شكّ فإن الأمر يتعلق برقم قياسي مذهل، لكنّ لم يكد يمر عام فقط حتى اكتشفنا ثغرة في إرث فيرغسون تتمثل في كيفية التخطيط للانسحاب واختيار الخلف.
وتعدّ إقالة مواطنه ديفيد مويز الحبة التي ستكون صعبة البلع لدى فيرغسون.
وليس ذلك فقط لكونه هو من نصح به بل أيضا بسبب الفوضى التي يجد النادي نفسه الآن فيها.
فزيادة على دوري رابطة الأبطال التي سيتعين على النادي أن ينتظر حتى سبتمبر/أيلول 2015 على الأقل ليستأنف مشاركته فيها، سيكون عليه أيضا أن يعيد هيكلة نفسه، وهو أمر آخر يمكن أن يكون نقطة سلبية أخرى في إرث فيرغسون.
قبل ذلك، في يوليو/تموز 2012، وبعد أن غادر مانشستر يونايتد، برز الفرنسي بول بوغبا كواحد من أفضل مواهب كرة القدم في العالم بفضل الأداء الذي يقدمه مع يوفنتوس، مما يجعل من انضمامه للسيدة العجوز واحدة من أبر سرقات العصر.
وستعين على الفريق فنيا أيضا أن يتوصل إلى أسلوب لعب ملائم ومقنع وهو ما فشل مويز في تحقيقه.
ويقول المدير السابق لفريق موناكو الفرنسي تور كريستيان كارلسن إن غوراديولا وكلوب لم يكونا حرين خلال عملية البحث عن مدب لمانشستر "ولكن أسلوب كرة القدم الذي يقدمه مانشستر يوناتيد حاليا لا يرتقي لمثالي المدربين الذين ذكرناهما."
لكن كارلسن أبدى دهشته من عدم مفاوضة مدرب تشيلسي الحالي جوزي مورينيو "كان ذلك أمرا غريبا ولو تم ذلك لما عاش النادي مثل هذه الأمور بالنظر لفرض مورينيو شخصيته على الجميع."
وقد يكون أمرا معقولا أن لا ينجح أي مدرب في خلافة فيرغسون، بالنظر لثراء إرثه الذي خلّفه، ولكن سرعة ترتجع يونايتد يعد أمرا مفاجئا.
ويقول كارلسن "لا أتصور أن أي أحد يمكنه أن يتخيل مانشستر يونايتد خارج الأربعة الأوائل وأن يقصى من بطولتين ومن على ميدانه."
لكن الطريقة التي تعامل بها مويز وكفاحه والمعاناة التي مر بها، تطرح سؤالا حول ما إذا أصبح مانشستر يونايتد أكبر من أن يكون شخص واحد قادرا على قيادته بنجاح، بالنظر إلى إرث فيرغسون.
والسؤال الآن: هل دعا مجلس إدارة النادي، إبان رحيل فيرغسون، إلى إعادة تشكيل الفريق بكيفية جذرية؟
يرد ريني ميولنستين المدرب السابق لنادي فولهام والذي ساعد أليكس فيرغسون لأكثر من عقد من الزمان بالقول "عليكم أن تتذكروا أن أليكس بنى صورته مع مانشستر يونايتد على مدى 26 عاما.
لقد كان داخل عروق النادي ووظيفته كانت مختلفة تماما عن وظيفة مويز.
لقد شرحت لمويز أن المهمة ستكون شبيهة بأن تبدأ قيادة طائرة نفاثة بدلا من زورق بمحرك.
العمل في الأندية الأصغر من مانشستر تتطلب منك أن تشارك بنفسك ولكن فيرغسون بنى إمبراطورية داخل النادي وأصبح من السهل لديه حل جميع المشاكل."
وضرب المدرب مثالا على ذلك " بايرن ميونيخ أكبر ناد في العالم حاليا.
في هذا النادي هناك كارل هانز رومينيغه من خلف الستار ولديه النجم السابق ماتياس سامر في وظيفة مدير رياضي.
وأنا أستغرب كيف أن مانشستر لم يفكر في مثل هذه الهيكلة."
في الأثناء، توسعت لائحة المرشحين لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة لتضم إلى جانب الهولندي لويس فان غال، الإيطالي مدرب ريال مدريد كارلو أنشلوتي.
وفي هذا الصدد يقول كارلسن إنّه يتعين أن يتم اتخاذ بكل ما تقتضيه المرحلة من حذر وحكمة.
لأن مانشستر يونايتد، الذي يعد "ربما أكبر ناد في العالم، لن يتحمل أن يبقى بعيدا عنه الألقاب لفترة.
وأقترح إضافة اسم آخر إلى لائحة المرشحين لقيادة الفريق وهو الإيطالي لوشانو سباليتي الذي درب كلا من روما وزنيت الروسي ."