يحيى حميدان
بدا أن مدرب برشلونة ارنستو فالفيردي وحيدا وسط موجة الانتقادات الجماهيرية التي أعقبت الهزيمتين اللتين تلقاهما الفريق الكاتالوني من غريمه الأزلي ريال مدريد في ذهاب وإياب الكأس السوبر الإسباني.
والحديث عن انتقاد أو تقييم فالفيردي عقب مباراتين فقط يعتبر أمرا ظالما، خاصة أنه جاء الى كاتالونيا وسط ظروف صعبة للغاية، لعل أبرزها رحيل أحد نجوم الفريق، البرازيلي نيمار جونيور، الى باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة قياسية وصلت الى 222 مليون يورو، ولم تتبعها أي تحركات من قبل الإدارة البرشلونية «النائمة» والتي تعتمد فقط على اسم ومكانة هذا النادي للتفاوض مع اللاعبين الآخرين.
الإدارة «النائمة» تستخدم «إبر البنج» لتخدير الجماهير من خلال التأكيد على قرب التوقيع مع نجم البرازيل وليفربول الانجليزي فيليب كوتينيو والموهوب الفرنسي عثمان ديمبلي من بوروسيا دورتموند الالماني، إلا أنه لا يوجد هناك شيء ملموس يكشف عن قرب التوقيع معهما باستثناء تحريضهما كلا اللاعبين على التمرد على فريقيهما في محاولة لاستقطابهما بأقل سعر ممكن.
جاء فالفيردي الى «البارسا» ووجد تشكيلة يغلب عليها كبر سن معظم ركائز الفريق مثل «إل بولغا» ليونيل ميسي واندريس انييستا ولويس سواريز وخافيير ماسكيرانو وجيرار بيكيه، وجميعهم تجاوزوا الـ 30 عاما، والملام في هذا الأمر بالتأكيد الإدارة والمدرب لويس إنريكي الذي قاد الفريق في المواسم الـ 3 الأخيرة ولم يقدم خلالها أي أسماء جديدة، بل على العكس كان يحبط أي محاولة من اللاعبين للتألق، وجعل الجماهير البرشلونية تفقد الثقة في البعض الآخر بسبب قراراته المتخبطة.
وفي عهد الإدارة الحالية والمدرب السابق انريكي باتت «اللاماسيا» مهمشة، وفضل المدرب التركيز على النجوم وعدم تجديد الدماء، والسوء الذي ظهر عليه «البارسا» في مواجهتي الكأس السوبر الإسباني كان موجودا الموسم الماضي، إلا ان «الريمونتادا» أمام باريس في دوري الأبطال وضعت قليلا من الغشاوة على بعض وسائل الإعلام الكاتالونية والجماهير كذلك.
ارنستو بحاجة إلى قليل من الصبر لتحسين ما يمكن تحسينه، وأمامه عمل كبير لاستعادة ثقة الجماهير البرشلونية في الأسماء الموجودة، والحمل الأكبر يقع على عاتق الإدارة لاستقطاب بعض الأسماء الجديدة قبل إغلاق باب الانتقالات الصيفية.