بعد توقف منذ مارس بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، عاود دوري أبطال أوروبا لكرة القدم نشاطه خلف أبواب موصدة بمباراتين من أصل أربع متبقية في إياب ثمن النهائي، وقد أنهى مان سيتي الإنجليزي رحلة ضيفه ريال مدريد الإسباني بتجديده الفوز عليه بنفس نتيجة الذهاب 2-1، لكي يحجز بطاقته إلى البطولة المصغرة في لشبونة.
وعلى الرغم من أن ريال مدريد الحالي مختلف عما كان عليه حين توقف النشاط في مارس بعد تفشي «كوفيد-19»، عجز رجال المدرب الفرنسي زين الدين زيدان عن الاستفادة من الروح المعنوية المرتفعة الناجمة عن إزاحة الغريم الكاتالوني برشلونة عن عرش الدوري المحلي، وسقط مجددا أمام سيتي بعد أن خسر ذهابا في ملعبه بنفس النتيجة 1-2 أيضا قبل التوقف.
ولم يكن وضع يوفنتوس الإيطالي أفضل من ريال، إذ عجز عن قلب الطاولة على ضيفه ليون الفرنسي وودع المسابقة رغم فوزه 2-1 بثنائية نجم ريال السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو، وذلك لخسارته ذهابا 0-1.
ويلتقي سيتي مع ليون في ربع النهائي السبت المقبل على ملعب «جوزيه الفاردي» في لشبونة.
على «ستاد الاتحاد» أزاح سيتي، الساعي الى إحراز لقبه الأول الكبير على الصعيد القاري، ضيفه ريال بعدما جدد الفوز عليه بفضل هدفي رحيم سترلينغ (9) والبرازيلي غابريال جيزوس (68)، في حين سجل الفرنسي كريم بنزيمة (28) هدف النادي الملكي. وهذه المرة الأولى التي يخسر فيها زيدان مباراة في الأدوار الاقصائية بعد أن فاز في مبارياته الـ 12 السابقة في هذه الأدوار، كما أنها المرة الثانية تواليا لريال مدريد التي يخرج فيها من هذا الدور بعد العام الماضي على يد اياكس امستردام الهولندي.
وبدأت مشاكل ريال منذ الدقيقة 9 حين ارتكب الفرنسي رافايل فاران خطأ رهيبا داخل المنطقة فانتزع منه جيزوس الكرة مررها باتجاه سترلينغ الذي تابعها بسهولة داخل الشباك، رافعا رصيده الى 31 هدفا هذا الموسم في مختلف المسابقات بينها 6 في هذه المسابقة بالذات، والمائة بقميص سيتي ضمن جميع المسابقات.
ونجح ريال في التعادل عندما مرر رودريغو كرة متقنة داخل المنطقة فتابعها بنزيمة رأسية داخل الشباك (28).
لكن فاران ارتكب خطأ فادحا آخر عندما أعاد الكرة باتجاه حارس مرماه ما سمح لجيزوس بخطفها وغمزها من فوق كورتوا، مانحا فريقه الفوز (68).
خروج «السيدة»
وفي تورينو انتهى مشوار يوفنتوس عند ثمن النهائي بعد أن كان قاب قوسين من تكرار إنجاز الموسم الماضي حين خسر في الدور ذاته أمام أتلتيكو مدريد 0-2 ثم فاز إيابا على أرضه 3-0 بفضل ثلاثية لرونالدو.
وتعقدت الأمور على يوفنتوس باكرا حين احتسب الحكم ركلة جزاء غير واضحة على الأوروغوياني رودريغيو بنتانكور بحق عوار بعد الاحتكام الى تقنية الفيديو وانبرى لها الهولندي ممفيس ديباي على طريقة «بانينكا» (12).
وعرف ليون بعدها كيف يحد من خطورة يوفنتوس لكن الحكم تدخل مجددا لتغيير النتيجة باحتسابه ركلة جزاء مثيرة للجدل على ديباي الذي ارتدت الكرة من يده وهي على جسده بعد ركلة حرة نفذها البوسني ميراليم بيانيتش، فانبرى لها رونالدو بنجاح وأدرك التعادل (43).
وعندما بدا أن يوفنتوس عاجزا في الشوط الثاني عن الوصول مجددا إلى شباك ضيفه، قال رونالدو كلمته بتسديدة صاروخية من خارج المنطقة إلى الزاوية اليسرى العليا (60)، معيدا الحياة لعملاق تورينو.