عبدالله العنزي
مازالت اذهان جماهير كرة القدم مليئة باللحظات المثيرة في عالم الساحرة المستديرة، ما بين لحظات الفرح التي ينعم بها المشجعون واوقات الحزن التي يصابون بها ، فكل منهم يبقي في ذاكرته جزءًا لا يمكن ان يمحى مما يطلق عليها «اللحظات المجنونة » في المباريات التي يتابعها . وفي هذه الزاوية نحاول نحن في «الانباء» ان نعيد معكم شريط الذكريات للمباريات الخالدة في اذهان الجماهير سواء كانت محلية للاندية او منتخبنا الوطني او كانت مباريات عالمية .
من اجمل المباريات في تاريخ اوروبا التي جمعت بين منتخب تشيكوسلوفاكيا والمانيا الغربية في نهائي كأس امم اوروبا 1974، وبما ان البطولة كانت تقام حسب النظام السابق حيث تتأهل 4 منتخبات فقط الى النهائيات فان القرعة اوقعت منتخب تشيكوسلوفاكيا امام هولندا، والمانيا امام يوغوسلافيا، واستطاع المنتخب التشيكوسلوفاكي التأهل الى المباراة النهائية بعد تغلبه على هولندا بثلاثة اهداف مقابل هدف بعد التمديد لوقت اضافي، في حين نجح الالمان في اللحاق بالنتيجة امام يوغسلافيا بعد تأخرهم مرتين ليفوزوا في الوقت الاضافي ايضا بأربعة اهداف مقابل هدفين. المنتخب التشيكوسلوفاكي نجح في التقدم مبكرا في الشوط الاول من عمر اللقاء، فها هو يان شيفلهيك يسجل هدف التقدم لمنتخب بلاده بعد ان وصلت الكرة العرضية اليه متجاوزة الدفاع والحارس الالماني العملاق سيب ماير ليضعها شيفلهيك بالمرمى الالماني الخالي (16)، وبعد الهدف ضغط الالمان بقوة بغية احراز هدف التعادل الا ان الرياح جرت عكس ما تشتهي السفن الالمانية بعد ان احرز كارول دوبياس الهدف الثاني لمنتخب بلاده (25)، ولان مباراة مثل هذه بحاجة الى منقذ للمنتخب الالماني فها هو الهداف التاريخي غيرد مولر يظهر ليقلل الفارق في الدقيقة (38) قبل انتهاء الشوط الاول وكان هذا الامر مهما جدا للالمان ان ينهوا الشوط متأخرين بهدف وليس باثنين. وفي الشوط الثاني، استطاع منتخب تشيكوسلوفاكيا ان ينظم صفوفه الدفاعية جيدا، ونجح في صد جميع الهجمات الالمانية، ومرت الدقائق سريعة والالمان في حالة هجوم دائم والتشيك بدفاع مستميت الذين منعوا كل الهجمات ان تهز شباكهم حتى الدقيقة الاخيرة التي شهدت احراز هدف التعادل لالمانيا عبر مهاجمها برد هولسباين من ركلة ركنية، ليحتكم الفريقان الى الاشواط الاضافية. وفي الاشواط الاضافية، لم يتغير الحال كثيرا عما كان عليه في الاشواط الاصلية للمباراة، ضغط الماني ودفاع مستميت من تشيكوسلوفاكيا وهو الامر الذي استمر الى ان اطلق حكم المباراة صافرته الاخيرة ليحتكم الفريقان الى ركلات الجزاء الترجيحية لتحديد هوية البطل في البطولة. ولازم التعادل الفريقان في الركلات الترجيحية فتشيكوسلوفاكيا سددت اولا وتعادلت المانيا، وسجلت تشيكوسلوفاكيا في الثانية وتعادلت المانيا، وسجلت تشيكوسلوفاكيا في الثالثة وتعادلت المانيا، وسجلت تشيكوسلوفاكيا في الرابعة الا ان الالماني هويس اضاع الركلة الرابعة للالمان فكانت الفرصة مواتية لانطونين بانينكا الذي سجل الركلة الخامسة باحترافية كبيرة وبطريقة مازال يقوم بها اللاعبون حاليا ليهدي الكأس لمنتخب بلاده.
الحدث : نهائي بطولة امم اوروبا بين تشيكوسلوفاكيا والمانيا
الزمان : 17يونيو 1976
المكان : ستاد كرفينا زفزدا «يوغوسلافيا»
النتيجة: 2 - 2 (5 - 3 لتشيكوسلوفاكيا بركلات الترجيح)