- صاحب الجود والحياء وأول مهاجر بعد خليل الله عليه السلام وذلك بهجرته إلى الحبشة
- لقب بذي النورين لأنه تزوج ابنـتي النبي صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم وبعد وفاتهما قال له النبي صلى الله عليه وسلم «لو كان عندي ثالثة لزوجتها لعثمــان»
من اعداد ضاري المطيري
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة، وجدته أم حكيم بنت عبدالمطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم، حب رسول الله وزوج ابنتيه رقية وأم كلثوم، وعديم النظير في هذا الشرف الذي لم ينله الأولون ولا الآخرون في أمة من الأمم، وعديل علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين، أحد عمالقة الإسلام وثالث الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين، وأول مهاجر بعد خليل الله عليه السلام وذلك بهجرته إلى الحبشة، الذي حمل راية الإسلام وأداها إلى آفاق لم تبلغ إليها من قبل، وفتح على المسلمين مدنا جديدة وبلادا واسعة شاسعة، وصاحب الجود والحياء الذي أمد المسلمين من جيبه الخاص بإمدادات كثيرة، واشترى لهم بئر رومة حينما لم يكن لهم بئر يسقون منها الماء بعد هجرتهم إلى طيبة التي طيبها الله بقدوم صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه، كما اشترى لهم أرضا يبنون عليها المسجد الذي هو آخر مساجد الأنبياء.
ذي النورين
لقب بذي النورين لأنه تزوج ابنـتي النبي صلى الله عليه وسلم رقية وام كلثوم، زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية فلما ماتت زوجه أختها أم كلثوم فلما ماتت تأسف على مصاهرته، فقال «لو كان عندي ثالثة لزوجتها لعثمــان»، كنيــته أبو عبــدالله وابو عــمرو، اسلم قديــما على يد أبي بكــر الصــديــق رضي الله عنه.
أفضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الشيخين أبي بكر وعمر رضوان الله عليهم، وقد ثبت في الصحيحين عن عبدالله بن عمر قال «كنا نفاضل على عهد رسول الله: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان»، وفي لفظ «ثم ندع أصحاب النبي لا نفاضل بينهم» وعند الطبراني أن ذلك كان يبلغ النبي فلا ينكره وصحح إسناده الألباني، والذي عليه أهل السنة أن من قدم عليا على ابي بكر وعمر فهو ضال مبتدع، ومن قدم عليا على عثمان فهو مخطأ، ولا يضللونه ولا يبدعونه، لكن وكما ذكر الإمام أحمد رحمه الله أن من قدم عليا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار.
فضله
عن عبدالرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة قال فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم قال: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقبلها وهو يقول (ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم) يردد ذلك مرارا، أخرجه أحمد وحسنه الألباني، وعن أنس رضي الله عنه قال: صعد صلى الله عليه وسلم احدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف الجبل فقال «أسكن احد فليس عليك الا نبي وصديق وشهيدان»، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال «رأيت آنفا كأني أعطيت المقاليد والموازين فأما المقاليد فهي المفاتيح فوضعت في كفة ووضعت امتي في كفة فرجحت بهم ثم جيء بأبي بكر فرجح بهم ثم جيء بعمر فرجح بهم ثم جيء بعثمان فرجح بهم ثم رفعت فقال له رجل: فأين نحن قال: أنتم حيث جعلتم أنفسكم» رواه أحمد وصححه أحمد شاكر.
وعثمان هو الرجل الذي تستحي منه الملائكة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان في العبادة واحدا من أفذاذها المعدودين وبطلا من أبطالها المبرزين يصوم النهار ويقوم الليل ويديم النظر في المصحف الشريف، حتى قتل وهو مكبا على المصحف رضي الله عنه وأرضـاه. أحد الستة الذين جعل عمر بن الخطاب الأمر شورى بينهم، وأول من شيد المسجد وأول من خط المفصل وأول من ختم القرآن في ركعة، كان عهده مليئا بالفتوحات واستمرت لمدة عشر سنوات وكانت من أجل السنوات وتم خلال هذه السنوات نشر بساط الدولة الإسلامية ففيها غزا معاوية قبرص وفتحت أذربيجان وارمينية وكابل وسجستان وغيرها الكثير وفي خلافته كانت الغزوة العظيمة ذات الصواري.
فتوحات إسلامية
وقام عثمان بتوسعة المسجد النبوي والمسجد الحرام وأكبر توسع للإسلام في عهد الخلافة الراشدة كانت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وفضائله أكثر من ان نحصيها ونكتفي بما ذكر من فضائله. في أواخر عهده ومع اتساع الفتوحات الإسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالإسلام لم تتشرب روح النظام والطاعة، أراد بعض الحاقدين على الإسلام وفي مقدمتهم اليهود إثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم، فأخذوا يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان رضي الله عنه وحرضوا الناس في مصر والكوفة والبصرة على الثورة، فانخدع بقولهم بعض من غرر به، وساروا معهم نحو المدينة لتنفيذ مخططهم، وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل، فدعاهم إلى الاجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة، وفند مفترياتهم وأجاب عن أسئلتهم وعفى عنهم، فرجعوا إلى بلادهم لكنهم أضمروا شرا وتواعدوا على الحضور ثانية الى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زينها لهم عبدالله بن سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالإسلام.
استشهاده
وفي شوال سنة 35 من الهجرة النبوية، رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعوا أن كتابا بقتل زعماء أهل مصر وجدوه مع البريد، وأنكر عثمان رضي الله عنه الكتاب لكنهم حاصروه في داره عشرين أو أربعين يوما، ومنعوه من الصلاة بالمسجد، بل ومن الماء، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعدوا لقتالهم وردهم لكن الخليفة منعهم اذ لم يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم، ولكن المتآمرين اقتحموا داره من الخلف من دار أبي حزم الأنصاري، وهجموا عليه وهو يقرأ القرآن وأكبت عليه زوجته نائلة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها، وتمكنوا منه رضي الله عنه فسال دمه على المصحف ومات شهيدا في صبيحة عيد الأضحى سنة 35 هـ، ودفن بالبقيع وكان مقتله بداية الفتنة بين المسلمين الى يومنا هذا.