إعداد: ليلى الشافعي
الحياة من دون هدف ليس لها قيمة وكأنها لا حياة، وعندما يكتشف الانسان أنه جاء للحياة الدنيا لهدف جليل من قبل خالق ورازق ومدبر للأمور، عند ذلك يجد لهذه الحياة معنى، مادام هناك هدف خلق من أجله.
المهتدية سلسبيل تقول: كان اسمي قبل الاسلام سون يارو من الصين الشعبية التي يبلغ سكانها ثلث سكان الارض، كنت أعيش حياة بلا حياة ودون هدف ليس لي اله، تحركني الافكار والقوانين ونؤمن بالخرافات الفعلية التي ليس لها حقيقة، وبفطرتي كنت أكره حياة البذخ وحياة الشرك التي سمعت عنها في الاديان الاخرى كعبادة الاصنام، وعندما اكتشفت الاسلام أيقنت أننا لم نخلق عبثا (أم حسبتم أنما خلقناكم عبثا وانكم إلينا لا ترجعون) وجئنا بهدف عبادة الله الواحد الاحد الذي لم أكن أعرفه قبل الاسلام (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فلم أكن أعرف عن الاسلام شيئا من قبل، ولكني أسمع بوجود المسلمين وعلمي بدينهم كدستور أو قانون قومي.
وبعدما اختلطت بصديقاتي المسلمات بدأت أعرف أن حياة المسلمين لها نظام ومنهج يسيرون عليه، ورأيت أنه لابد من البحث عنه، ومن خلال رحلات السفر كانت الدلائل والبراهين في حياة المسلمين والمسلمات تشير الى أن عليهم رقيبا، أوجب عليهم فرائض وواجبات يؤدونها وان وراءهم حياة غير التي أحياها. وعندما أحست احدى صديقاتي المسلمات برغبتي في التعرف على هذا الدين وعلمت بقدومي للكويت بشرتني بالخير، وقالت لي إنك ذاهبة الى مجتمع مسلم وستعرفي كل شيء عن الاسلام، وفي الاساس كان قدومي للكويت بسبب العمل في احدى المراكز الصحية فواجهت مشكلة اللغة في التعامل مع المرضى، وسمعت أن لجنة التعريف بالاسلام تقوم بتعليم اللغة العربية لكل الجاليات الموجودة بالكويت مسلمة وغير مسلمة.
وان هناك داعية صينية باللجنة النسائية تقوم بتدريس الصينيات وتعلمهن اللغة العربية، علمت بذلك من أخت صينية مهتدية سبقتني الى الاسلام، وقبل أن أدخل اللجنة أحضرت لي النشرات والكتيبات التعريفية عن الاسلام باللغة الصينية، وكان ذلك بداية تعارف على أنشطة اللجنة وما تقوم به من خدمة للوافدين، ثم جئت الى اللجنة بهدف تعليم اللغة العربية والتعرف على الاسلام التي أبحث عنه.
فعرفت ان المسلمين يعيشون بنظام وحياتهم حياة طهارة دائمة مبنية على أسس من قبل الله تعالى الذي خلق الوجود، وفرض على الانسان العبادات التي تجعل النفس في نقاء دائم.
لقد آمنت بوجود الله تعالى الذي خلقني، فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين، وأحببت الاسلام الذي جعل لحياتي هدفا أسعى اليه وهو رضا الله تعالى، أشهرت اسلامي منذ سنتين بلجنة التعريف بالاسلام، وارتضيت بهذا الدين ارتضاء كاملا الذي أنار عقلي ونقى فكري.