إصدار القرارات
قال أحدهم: إن كل مخلوق من مخلوقات الله تعالى يبدي ردة فعله تجاه الخوف والاضطراب بطريقته الخاصة، فالسمكة تنتفخ اذا خافت، والغزال يهرب عندما يخاف. اما الحكومات فإنها ـ في تلك الحالة ـ تكثر من إصدار القرارات.
«غيّر أحدهما»
دعا الاسكندر في عسكره رجلا يهرب في كل معركة، فسأله عن اسمه فقال: اسمي الاسكندر.
فقال له: إما ان تغير اسمك، او تغير فعلك.
أدمغة لم تستخدم
سمع رجل بجراحة جديدة هي زرع الأدمغة، فتوجه الى المستشفى الذي يجري تلك العملية مستفسرا عنها، فقيل له: هناك أنواع مختلفة من الأدمغة، تختلف قيمتها باختلاف نوعيتها، فمثلا هناك دماغ مهندس، دقيق التركيب، وثمنه 500 دينار، وهناك دماغ محام، وتلتف خلاياه بعضها بعض، وثمنه ألف دينار، وهناك دماغ طبيب، محشو بالتفاصيل، وثمنه 5 آلاف دينار.
فقال الرجل: وهل هناك ما هو أفضل من ذلك؟
فقالوا: نعم. هناك دماغ الحكام، وثمن الواحد الكامل منه 20 ألف دينار.
فتساءل الرجل: ولماذا هذا الغلاء الفاحش لدماغ الحكام؟
فقال الأطباء: لسببين: الأول ـ ان دماغهم من النوع الذي لم يستعمل قط. الثاني ـ لأننا نحتاج الى عدد كبير من جماجم الحكام لنستخرج منها دماغا واحدا!
غلبة
روي عن إياس بن معاوية انه قال: ما غلبني احد قط سوى رجل واحد، وذلك اني كنت في مجلس القضاء بالبصرة، فدخل علي رجل شهد عندي ان البستان الفلاني ـ وذكر حدوده ـ هو ملك فلان.
فقلت له: كم عدد شجره؟
فسكت ثم قال: منذ كم يحكم سيدنا القاضي في هذا المجلس؟
فقلت: منذ كذا.
فقال: كم عدد خشب سقفه؟
فقلت له: الحق معك، وأجزت شهادته.
دعها تصيح
سأل رجل عمر بن قيس عن الحصاة من حصى المسجد يجدها الإنسان في ثوبه أو خفه أو جبهته؟
فقال له: ارم بها.
فقال الرجل: زعموا انها تصيح حتى تُرد الى المسجد.
قال: دعها تصيح حتى ينشف حلقها!
قال الرجل: أولها حلق؟
قال: فمن أين تصيح؟!
الطلاق أهم إنجازاته
قيل لهارون الرشيد: إن رجلا من العرب طلّق خمس نسوة، فقال الرشيد: إنما يجوز النكاح على أربع نسوة فكيف طلق خمسا، فقيل له: كان لرجل أربع نسوة، فدخل عليهن يوما فوجدهن متنازعات ـ وكان الرجل سيئ الخلق ـ فقال: الى متى هذا التنازع؟ ما اخال هذا الأمر إلا من قبلك ـ يقول ذلك لامرأة منهن ـ اذهبي فأنت طالق!
فقالت له صاحبتها: عجلت عليها بالطلاق، ولو أدبتها بغير ذلك لكنت حقيقا.
فقال لها: وأنت أيضا طالق!
فقالت له الثالثة: قبّحك الله! فوالله لقد كانتا إليك محسنتين، وعليك مفضلتين!
فقال: وأنت أيتها المعددة أياديهما طالق ايضا.
فقالت له الرابعة وكانت هلالية وفيها أناة شديدة: ضاق صدرك عن أن تؤدّب نساءك إلا بالطلاق!
فقال لها: وأنت طالق أيضا.
وكان ذلك بمسمع جارة له، فأشرفت عليه وقد سمعت كلامه، فقالت: والله ما شهدت العرب عليك وعلى قومك إلا بالضعف إلا لما بلوه منكم ووجدوه منكم، أبيت إلا طلاق نسائك في ساعة واحدة!
فقال لها: وأنت أيتها المؤنبة المتكلفة طالق، إن أجاز زوجك!
فأجابه الزوج من داخل بيته: قد أجزت! قد أجزت! وهكذا طلّق خمس نساء.
من كتاب طرائف الحكم