لاتزال طاولة الطعام من العناصر المؤثرة تأثيرا مباشرا على البيت خاصة ان كانت جزءا لا يتجزأ من التوسعة الداخلية والمنفتحة، فإنها تعبر بصورة أو بأخرى عن المستوى الاجتماعي لأصحاب البيت لذلك فإننا نجدها تلقى الكثير من الاهتمام والتروي عند انتقائها.
من الملاحظ انه عندما يذهب البعض الى محلات بيع الأثاث والمفروشات من أجل انتقاء طاولة الطعام فإن الاختيار يقع ويعتمد على شكل الطاولة بالدرجة الأولى، ومن ثم يمكن بعد ذلك ان يلتفت المشتري الى الخامة المصنوعة منها سواء الأخشاب بأنواعها المتعددة أو الحديد وما شابه ولكن هل هذا كل شيء؟ بالتأكيد لا.
بالتأكيد لا، لأن جميع العوامل التي تحدد اختياراتنا لطاولة الطعام أهم بكثير مما سبق ذكره، خاصة في ظل اعتبار ان الطاولة مكان يلتم حوله شمل العائلة والأصدقاء، ومن ناحية اخرى فإنه من الضروري جدا ان تحظى الطاولة بالمساحة الكافية التي تسمح بحركة سهلة ومريحة لمستخدميها.
فالبعض منا يسعى وراء ان تكون الطاولة مستديرة لتكون ذات منظر جميل يشد الناظر لها وباعتقاده أنها تتسع أكثر من الطاولة المستطيلة أو المربعة.
كما أن البعض يفضلها بيضاوية كونها قريبة للمستطيلة والدائرية كما ان البعض يفضلها ان تكون جزءا لا يتجزأ من المطبخ كما نشاهدها بهذه الصورة، فهذه الطاولة الملتصقة بالمطبخ ما هي إلا جزء منه تخدم مستخدميها يوميا حينما تكون جزءا من غرفة المعيشة، فالحقيقة ان طاولة الطعام تعد من أهم المواقع التي تحظى بتجمع كل أفراد العائلة سواء في الأيام العادية أو المناسبات غير العادية.
من هنا يتعين أن يحظى الجميع (سواء من أفراد العائلة أو الأصدقاء) بمستوى من الراحة اللائقة عندما يجتمعون حول مائدة الطعام، حتى ولو كانت تلك الطاولة ذات طراز عصري مصنوعة من الخشب الخالي من الزخارف والحفر مطعمة بمادة الستيل، التي يتجنبها البعض خوفا من عدم الراحة التامة أثناء تناول الوجبات.
فإذا كنا غير متأكدين من مساحة الفضاء اللازمة حول طاولة الطعام العصرية لخلق جلسة ناجحة أو اذا كنا مترددين فيما يتعلق بتقييم أعداد الضيوف التي يمكن للطاولة المعتمدة ان تخدمهم، فيفضل تخطيط مسحة مبدئية لا تقل عن 60سم لكل موقع داخل الغرفة.
وينبغي التأكد من ان الطاولة التي ستخدمها لا تمتلك ذلك اللوح الخشبي أسفل سطح الطاولة، ويجدر الإشارة هنا الى ان مثل هذا اللوح يمنع الضيوف من وضع (رجل على رجل) وهم جالسون الى طاولة الطعام وفي حال كان لدى الطاولة مثل هذا القاطع الساقط بأطرافها فإنه ينبغي التدقيق في اختيار نوعية المقاعد المستخدمة (الكراسي) معها بحيث تكون على ارتفاع يسمح للجالسين عليها بالشعور التام بالراحة أثناء تناول الطعام.
انظر الصورة.. طاولة طعام مستديرة جميلة ومريحة تحتوي على كراسي مفردة وثنائية تساهم بدورها في خلق جو جديد من الراحة.
وفـي حـال كنـا ننـوي استخدام احـدى الأرائك أو المقـاعد الطـويلة أو ذات الأيـدي الجانبية بدلا من المقاعد التقليدية عند احد جوانب طاولة طويلة فإنه ينبغي اختيار أريكة مناسبة أو كرسي كما هو موضح بالصورة تجعل الجالسين عليها على ارتفاع مناسب لتناول الطعام، دون الحاجة لإزعاجهم في كل مرة يرغبون فيها في تناول احد أهم الأطباق، أو الوصول الى أحد الأصناف.
يمكننا التحايل على الأرائك أو الكراسي المستخدمة لطاولة طعام جميلة ومريحة وذلك عن طريق الأرجل القصيرة وإضافة عجلات أو زيادة ارتفاعها بعض الشيء.
وكذلك ينبغي التأكد من ان أذرع المقاعد المنتشرة حول الطاولة ذات ارتفاع مناسب بحيث تمكننا من ادخالها أسفل سطح الطاولة ولا تصطدم بها.
ويفضـــل توفيــر فضـاء لا يقـــــل عـن 80سـم خلـــف كــــل مقعـد لاسيمـــا عنـدمـا يكـون هنـاك شخـص جــالس عليهــــا و60سم بين كل شخص والآخـــر على الجهـــة نفسهـــا، كمــــا انـه يفضـل وضـع «البـوفيه» الطاولة الإضافية في غرفة اخرى غير غرفة الطعام حتى لا تبدو مزدحمة ومكدسة هذا طبعا مادمنا لا نحتاج لها هناك.