لميس بلال
الموهبة الفنية مرسومة على جبين طفولتها، وقد مارستها بكل عفوية وحب.. وتطورت معها بتطور التجارب الفنية التلقائية التي خاضتها منذ الصغر.
ومن خلال تجربتها اكتسبت العديد من المهارات، فتعرفت على مجموعة مميزة من فنانين شباب مبدعين، تعلمت منهم الكثير.
تقول شروق أحمد الكندري: الفن لا يقدر بثمن وهو ليس وسيلة للكسب المادي، انما هو موهبة ورسالة، التقتها «الأنباء» فكان هذا الحوار:
في البداية حدثينا عن بدايتك مع الرسم كهواية؟
الموهبة الفنية مرسومة على جبين طفولتي وقد مارستها بكل عفوية وحب، وتطورت معي بتطور التجارب الفنية التلقائية التي خضتها منذ الصغر، وقد بدأت رحلتي مع الألوان والفرشاة منذ ذلك الوقت، وكانت أول لوحة قمت برسمها تتحدث عن الطبيعة ومن حينها أصبح هاجس الرسم يراودني بحيث أحاول التعبير عمّا في مخيلتي من خلال لوحاتي.
حدثينا عن تجربة اشتراكك في تصميم أطول لوحة جدارية بالعالم؟
اللوحة الجدارية هي أطول لوحة علم بالعالم يتجاوز طولها 130 مترا أطلق عليها اسم (بانوراما كويتية)، وكانت تتضمن معالم الكويت التاريخية والتراثية ومراحل تطور الكويت من الماضي الى المستقبل، شارك في عملها اكثر من 30 فنانة وفنانا تشكيليين شباب.
وكانت تجربتي مميزة جدا فمن خلالها اكتسبت العديد من المهارات، فتعرفت على مجموعة مميزة من فنانين شباب مبدعين تعلمت منهم الكثير، ككيفية العمل بالروح الجماعية والتعامل مع الآراء المختلفة وغيرها من الأمور المفيدة.
ماذا تقولين حين يقترن الرسم بالمادة؟ (بعض الفنانين يعتبرون الرسم مجرد وسيلة للكسب المادي)؟
الفن لا يقدر بثمن وهو ليس وسيلة للكسب المادي انما هو موهبة ورسالة تعبر عما في خلجات الإنسان من مشاعر مختلفة وقضايا إنسانية.
باعتقادك ما السبب وراء اقتباس البعض لأفكار غيرهم وعدم التفرد بأعمالهم الخاصة؟ وهل تعتبرين ذلك قتلا للإبداع؟
الرسم من الخيال وهنا تكمن المشكلة، بعض الفنانين ليس لديهم مخزون بصري فكري كاف لتشكيل وخلق لوحة سواء كان بالأساس أو الفكر أو مزج الألوان والتطبيق، لذلك يلجأون الى الاقتباس من اللوحات الأخرى في اعمالهم مما يؤدي الى قتل الإبداع لديهم، ونصيحتي لكل فنان يخطو خطواته الأولى هي الإخلاص في الفن والتأمل في الطبيعة والتعبير عن الأحداث والمشاعر والأحاسيس المختلفة بأسلوبه وطريقته الخاصة.
هل تأثرت بإحدى المدارس الفنية؟
حتى هذه اللحظة لم استقر عند أي عتبة من هذه المدارس الفنية، وذلك لأن المدرسة الواحدة تحد من أبعاد أفق الفنان لذلك يجب على الفنان ان يكون حرا في إبداعه، ومازلت أبحث وأجرب الأساليب والمدارس الفنية.
متى بدأت مرحلة الاحتراف؟
مشوار الاحتراف طويل جدا فمازلت على أولى عتباته، أتعلم واستفيد من أعمال الفنانين التشكيليين والاستماع الى نصائحهم وخبراتهم، ومرحلة الاحتراف تأتي بعد ان أتعرف على جميع المدارس والتكنيكات التي يحتاجها الفنان التشكيلي.
هل لك هوايات أخرى غير الرسم؟ وما هي؟
لدي العديد من الهوايات الأخرى التي أعشقها كعشقي للرسم منها: الأشغال اليدوية وتجميع الباجات والبروشورات الخاصة بالدول والمناسبات والشركات كذلك الكتابة (الشعر، القصص القصيرة) وتربية الحيوانات الأليفة والطيور والعمل الصحافي والعمل التطوعي.
ما أوجه الشبه والاختلاف بين هوايتي الرسم والكتابة؟ وأين تجدين نفسك أكثر؟
المشاعر والأحاسيس هي التي تحرك بذور الإبداع كأي حدث أو موقف يلامس شعور الإنسان ويشعره بالسعادة أو الكآبة، الفرح أو الحزن وغيرها، فدائما يكون الإنسان في حالة تأمل بالبيئة التي يعيشها وبمحطات حياته المختلفة، ومن هنا يقوم بترجمة هذه المشاعر والأفكار المختلفة إما بالقلم أو الفرشاة فكلاهما وسيلة سريعة للوصول لفكر المشاهد والقارئ، لذلك هناك تقارب وتشابه كبير بين الرسم والكتابة، ووجه الاختلاف الوحيد هو ان الرسم لوحة لونية أما الكتابة فهي حروف وكلمات لذلك لا أفارق القلم ولا الفرشاة.
كيف استطعت أن تنمي موهبتك؟
من خلال متابعتي لأعمال الفنانين والحرص على حضور معارضهم، كذلك من خلال تصفحي للانترنت وقراءتي عن المدارس والاستماع الى وجهات النظر والآراء الخاصة بالتشكيليين وبالأعمال المشاركة بالمعارض التي تنظمها بعض الجهات وبأعمالي ايضا، كذلك من خلال ممارستي للرسم بشكل دائم وتقوية يدي عندما أمسك الفرشاة والامسها باللوحة ما جعلني انمي نفسي بنفسي وبتوجيهات ونصائح المقربين، خاصة والدي، أطال الله في عمره، ولا أنسى زملائي التشكيليين الذين كان لهم دور كبير ايضا.
ما أقرب عمل الى قلبك؟ وما أفضل عمل أنجزته؟
لكل عمل من أعمالي قصة ومكانة في قلبي، ولكن الأقرب اليّ وافضل عمل انجزته وفي زمن قياسي ايضا هي لوحة الطاووس، وهي عبارة عن لوحة تركيبية استخدمت فيها أنواعا مختلفة من القواقع والأصداف الصغيرة وكان التنفيذ يحتاج الى دقة وصبر وترتيب وبفضل الله وفي زمن قياسي أنهيت اللوحة رغم عدم توقعات المقربين مني انهاءها إلا انني تحديت الوقت ونفسي وأنهيتها وكانت النتيجة ناجحة، وقد فزت بجائزة غراس باللوحة التي قمت بتنفيذها خصيصا للمشاركة في معرض الهيئة العامة.
عدد أعمالك؟
لدي العديد من الأعمال واللوحات الفنية والأشغال اليدوية وهناك ايضا لوحات لم تكتمل حتى هذا اليوم.
عمل توقعت له النجاح إلا أنه باء بالفشل. هل صادفت مثل هذه الحالة؟
لله الحمد حتى يومنا هذا لم أقم بأي عمل كانت نهايته فاشلة أو غير متوقعة خاصة أن اللوحة لا تنتهي ابدا.
ما أحب الأوقات الى نفسك للرسم؟ وأي الحالات تبدئين فيها بممارسة الرسم أوقات الحزن أم أوقات الفرح؟
كل فنان يرسم وفي مخيلته فكرة ما أو خيال معين ويحاول تجسيد هذه الفكرة، اولا يقتصر الرسم على شعور او حالة معينة يمر فيها الهاوي أو الرسام ليرسم لوحة فنية فعندما يأتينا الالهام لا نفارق اللوحة ابدا.
هل شاركت في معارض ومسابقات من قبل؟
شاركت بالعديد من المعارض منذ بداية مشواري بعالم الفن التشكيلي منها المعارض الفنية التي تنظمها الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والمعارض التي ينظمها المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب «المعارض الصيفية التشكيلية، معارض الشباب» كذلك شاركت في عمل اطول لوحة علم في العالم يتجاوز طولها 130 مترا مع مجموعة متميزة من شباب الكويت اطلق عليها «بانوراما كويتية»، إذ تتكلم هذه اللوحة عن المعالم وتطورات الكويت في الماضي والحاضر والمستقبل.
ايضا معرض حقوق الإنسان، ومعرض من الكويت نبدأ والى الكويت ننتهي، ومعرض من ابداعاتي وشاركت مع مجموعة من الشباب الهاوين للفن التشكيلي بالرسم المباشر في العديد من المناسبات وغيرها من المعارض الأخرى، كذلك قمت بتنظيم العديد من المعارض منها معرض ملتقى اوفياء جابر الفني الأول في عام 2007 شارك فيه اكثر من 30 فنانا وتجاوز عدد اللوحات 40 لوحة والعديد من حفلات التكريم.
هل حصلت على جوائز؟
الحمد لله حصلت على العديد من الجوائز والدروع والشهادات التقديرية التذكارية من خلال مشاركتي بالمعارض الفنية المختلفة منها الجائزة الأولى على مستوى كلية الدراسات التجارية في المعرض الفني لعام 2004/2005 والمركز الثالث على مستوى كلية الدراسات التجارية عام 2007 وجائزة غراس التشجيعية عام 2005.
وكذلك جائزة تشجيعية في المعرض الفني الثامن والعشرين التابع للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وجائزة العمل المميز في معرض الشباب التشكيلي الثاني التابع لمجلس الثقافة والفنون والآداب.
ما الرسائل والأفكار التي تحاولين ارسالها من خلال لوحاتك؟
لكل عمل هدف ورسالة يرسمها الفنان التشكيلي والهاوي ويحاول ايصالها للمتلقين بطريقته الخاصة ولكل فنان سمة يضفيها على العمل الفني تميزه عن غيره من اخوانه الفنانين.
دعم تتمنين الحصول عليه ما هو؟ ومن أي الجهات تطلبينه؟
اتمنى الا تقفل الابواب امامي وامام كل شاب لديه هواية وموهبة يرغب في ان يعرضها امام الناس سواء بتوفير اماكن لعرض الاعمال الفنية او توفير الاحتياجات والمستلزمات التي يحتاجها صاحب الهواية، فالدعم ليس فقط بالمادة، والجهات التي نتمنى ان تدعم الشباب الكويتي وسائل الاعلام والشركات والمعارض والجهات الأخرى التي ستوفر الكثير على الشباب وتساعدهم.
هل هواياتك تؤثر سلبا على حياتك الشخصية وعملك؟ أم تجدينها مكملة؟
بالعكس هي مكملة ليومي وحياتي كوني امارس ما احب واعشق، فلا اصاب بالملل ولا الاحباط ولا أشعر بالفراغ، ومن حولي يشاركونني بطرح آرائهم او الاكتفاء بالجلوس ومشاهدتي وانا ارسم.
لو كنت في بدايتي الفنية.. فما الطريق الصحيح الذي يمكنني سلكه لصقل مهاراتي ومواصلة المسيرة؟
طبعا نصيحتي ستكون بالتسجيل بالدورات الخاصة بالرسم والحرص على حضورك للمعارض الفنية للاطلاع قدر المستطاع على الاعمال الفنية والتكنيكات التي يستخدمها التشكيليون والاستفادة قدر المستطاع من نصائحهم وملاحظاتهم، كذلك الاطلاع على أعمال الفنانين العالميين ومدارس الفن التشكيلي.
فالفنان التشكيلي يجب أن يكون مثقفا فنيا ايضا وملماً بتاريخ الفن التشكيلي واساليبـــــه المختلفـــــــــة والتكنيكات التي تستخدم بالاعمال وبالمواد الفنية ايضا.
هل شعرت يوما بالرغبة في ترك الرسم وبقية هواياتك؟ ولماذا؟
مستحيل أن يأتيني هذا الشعور فهواياتي شيء أساسي في حياتي لانني أجد نفسي فيها والرسم يعبر عن الحالات والمراحل والبيئة التي اعيشها من مشاعر وأحاسيس وافكار مختلفة.
هل هنالك اهتمام خاص بالفنانين والموهوبين من قبل المؤسسات المخصصة؟ أم تجدين ان هنالك تقصيرا؟ وإذا كان هنالك قصوراً في الإمكانيات فهل لك أن تعددي لنا بعضا منها؟
لا انكر دور بعض المؤسسات الكبير في دعم الشباب لكنه غير كاف، فالدعم لا يقتصر فقط على تنظيم معرض الشباب مرة أو مرتين بالعام، انما يحتاج الهاوي الشاب ان يثقف فنيا من خلال ندوات ومحاضرات فنية وورش عمل ودورات تدريبية ولقاءات مع فنانين تشكيليين كويتيين للاستفادة من خبراتهم ونصائحهم، كذلك عرض اعمالهم لاكتشاف الاخطاء التي ارتكبوها بالعمل الفني، ايضا دعمهم بالمشاركة في المعارض الخارجية ففي الكويت طاقات شبابية ومواهب وهوايات مدفونة بحاجة إلى الاهتمام والبروز والتشجيع، سواء بالفن التشكيلي أو التصوير وغيرها من الهوايات والمواهب، ولكن لا توجد جهات تتبنى طاقاتهم وتدعمهم بشكل سليم يطور من مهاراتهم وثقافاتهم، والمشاكل التي يعاني منها العديد من التشكيليين والهاوين كثيرة، فالاكاديميات المتخصصة لدراسة الفن قليلة ومحصورة بأساليب معينة، وليس لدينا كلية فنون جميلة خاصة بفنون الرسم كباقي الدول.
كذلك الجانب الاعلامي، والشللية، وتسليط الضوء على بعض الفنانين التشكيليين، وقلة الدعم المادي للشباب، وكثرة المجاملات وغياب الناقد المتخصص المتمكن في صالات المعارض الفنية ووسائل الإعلام.
واتمنى ان يتم دعم الشباب الكويتي بتخصيص صالات لعرض اعمالهم، وعمل معارض شبابية بشكل دوري لتحفيزهم وتعريف المجتمع باعمالهم، وتثبيت وتعزيز وجودهم في ساحة الفن التشكيلي، وعمل ندوات ومحاضرات وورش فنية لزيادة الوعي الثقافي لديهم.
من هو قدوتك؟
قدوتي في الحياة والداي اطال الله في عمرهما.
ما طموحات الهاوية التشكيلية شروق؟ وكم أنجزت منها؟
طموحي لا يقف عند حد معين فأنا أطمح للوصول إلى أعلى المستويات في الفن التشكيلي، وبحياتي والحمد لله حققت الكثير، والآن اطمح الى اكمال دراستي وان ارفع رأس والدي اطال الله بعمرهما.
رسالة شكر إلى من توجهينها؟
اوجه رسالة شكر الى والدي ووالدتي لدعمهما وتشجيعهما المستمر لي والى كل من ساندنـــي في مشــــواري الفنـــي والى جريدة «الأنباء» لاستضافتها لي.