رفاعة الطهطاوي
من أعظم الشخصيات الأزهرية التي ساهمت في تحديث مصر في القرن التاسع عشر وفي إحياء التراث العربي والإسلامي في الوقت نفسه. كان معلما ومربيا وصحافيا ومترجما، واعتبره البعض مساهما رئيسيا في مشروع نهضة مصر الفكرية الذي أعدّه محمد علي باشا.
ولد رفاعة رافع الطهطاوي في طهطا بسوهاج في صعيد مصر في جمادى الآخرة 1216 هجرية/ 15 أكتوبر 1801.
حفظ القرآن الكريم وتنقل مع أبيه بين مدن صعيد مصر، وبعد موت والده عاد الى طهطا فرعاه اخواله وأسرة أمه التي كان فيها كثير من الشيوخ والعلماء وتعلم الفقه والنحو واتسع اطلاعه على الكتب. وكان عمره 16 سنة حين التحق بالأزهر وعين واعظا في الجيش المصري، وتتلمذ على كثيرين بينهم الشيخان حسن القويسي وحسن العطار الذي كان وراء ترشيحه ليكون مشرفا على البعثة العلمية من بعض طلاب الأزهر لدراسة العلوم الحديثة في فرنسا عام 1826 ليذكرهم بأمور دينهم، لكن رفاعة الشاب أراد اكثر من مجرد التوجيه الديني للبعثة فتعلم الفرنسية وهو على ظهر السفينة الى فرنسا، وهناك اتخذ مدرسا للفرنسية على نفقته الخاصة ودرس مع المبعوثين واشترى الكتب من ماله الضئيل فلفت انتباه العالم الفرنسي (جومار) اليه وكان هو المشرف الفرنسي الذي عينه محمد علي باشا على البعثة كما اهتم به المستشرق الفرنسي الكبير (دي ساسي).
وقبل التقدم للامتحان النهائي كان قد ترجم 12 عملا الى العربية في مختلف العلوم من تاريخ وجغرافيا وهندسة وصحة وغيرها حتى ضعف بصره. وضم للبعثة للتخصص في الترجمة. وفي فرنسا كتب هناك مخطوطته الشهيرة: (تخليص الإبريز في تلخيص باريز) أو (الديوان النفيس في وصف باريس) وصف فيه حياة الباريسيين وعاداتهم وحضارة فرنسا وعلاقتها بالمواطن.
وفي طهطا، هاربا من الطاعون في القاهرة، كتب مجلدا في الجغرافيا وأهداه لمحمد علي بالقاهرة. افتتح مدرسة الألسن عام 1835 وتولى إدارتها وكانت تعلم اللغات الفرنسية والإيطالية والانجليزية والتركية والفارسية الى جانب الهندسة والتاريخ والجغرافيا والشريعة.
مات رفاعة الطهطاوي في 1 ربيع الآخر 1290 هجرية الموافق 27 مايو 1873.
شخصيات صنعت التاريخ ـ أسيمة جانو