ما رأيت شيطاناً في حياتي
كان الجاحظ واقفا أمام بيته، فمرت قربه امرأة حسناء فابتسمت له، وقالت: لي إليك حاجة.
فقال الجاحظ: وما حاجتك؟
قالت: أريد أن تذهب معي.
قال: إلى أين؟
قالت اتبعني دون سؤال.
فتبعها الجاحظ الى أن وصلا الى دكان صائغ، وهناك قالت المرأة للصائغ: مثل هذا! ثم انصرفت.
عندئذ سأل الجاحظ الصائغ عن معنى ما قالته المرأة، فقال له: لا مؤاخذة يا سيدي! لقد أتتني المرأة بخاتم، وطلبت مني أن أنقش عليه صورة شيطان، فقلت لها: ما رأيت شيطانا في حياتي، فأتت بك الى هنا لظنها أنك تشبهه.
من الكراريس التي قدمتها إليّ
طلب الجاحظ من أمه الطعام، فجاءته بطبق عليه كراريس.
فقال لها: ما هذا؟
قالت: هذا الذي تجيء به.
فاغتم وخرج من البيت، فرآه صديق له فسأله: ما شأنك؟
فأخبره، فأدخله بيته وقرب اليه الطعام، ثم أعطاه خمسين دينارا. ثم ذهب الى السوق واشترى الدقيق وغيره وحمله الى البيت، فأنكرت الأم ذلك وقالت: من أين لك هذا؟
قال: من الكراريس التي قدمتها إليّ.
من كتاب: أجمل وأروع نوادر وظرفاء العرب ـ إعداد: سامر حشيمة