كيف تقيس مرسمة الزلازل الهزات الأرضية؟
عندما نفكر في الزلازل نتصور المباني التي تنهار والشقوق الكبرى التي تحدث في الأرض وغير ذلك، فما الذي يقاس في هذا كله؟
عرفنا أن الزلزال هو اهتزاز يحدث في طبقة الأرض العليا أي الصلبة. وهذه الاهتزازات هي ما تقيسه مرسمة الزلازل. الزلازل تنتج عن صدوع أو كسور في القشرة الأرضية، واحتكاك حوافي الصدوع ينتج طاقة هائلة تتحول الى اهتزازات: هذه الاهتزازات تنتقل آلاف الأميال، حتى ان زلزالا يحدث في طوكيو يمكن أن يسجل حدوثه ويقاس بمدينة نيويورك. اهتزازات الزلازل تنتقل على شكل أمواج، وأمواج الزلزال لها ثلاثة نماذج أو أكثر. هذه الأمواج تعبر قشرة الأرض الصخرية بنسب مختلفة من السرعة. كما أن هذه الأمواج تتحرك في اتجاهات مختلفة. النموذج الأول من الأمواج يهتز في اتجاه طولي، والنموذج الثاني من الأمواج الاهتزازية له اتجاه أفقي عرضي. أما النموذج الثالث فهو أمواج طويلة تتحرك لتشمل سطح الكرة الأرضية. وهذه الأمواج الطويلة تتحرك ببطء، غير أن حركتها أشمل، ويمكن أن تسبب كل أنواع الأضرار التي نعرفها ونشاهدها في الزلازل.
هناك أجهزة يسمى واحدها «مرسمة الزلازل»، موزعة في مختلف أنحاء العالم. هذه الأجهزة تسجل اهتزازات الزلازل كل يوم. فالقشرة الأرضية لا تهدأ أبدا. وإذا قورنت سجلات الزلزال في مرسمتين (أي في بلدين مختلفين) أمكن لعلماء الزلازل أن يحددوا المكان الذي انطلقت منه أمواج الاهتزاز.
ممَّ تتكون مرسمة الزلازل؟
تتكون مرسمة الزلازل من جسم معلق بطريقة دقيقة جدا بحيث إنه يبقى ساكنا عندما يحدث زلزال ويهز أجزاء الجهاز المحيطة بهذا الجسم المعلق. أي إن هذا الجسم المعلق الذي يتدلى من جهاز ثابت لا يتحرك أثناء الزلزال، بينما الجهاز الذي يحمله يهتز في حال حصول زلزال. ويتصل بالجهاز، أسفل الجسم المعلق لوح من الورق يهتز مع الجهاز وقت الزلزال. وعندما يهتز لوح الورق تحت الجسم المعلق الثابت يرسم هذا الجسم على اللوح خطوطا تمثل أمواج الاهتزاز. الألواح المثبتة الى الجهاز تسجل وقت وصول الأمواج وقوة تحركها، كما تسجل الاتجاه الذي صدرت عنه الأمواج.
من كتاب: الموسوعة العلمية المبسطة