واقع الحياة
قيل: ان الاسكندر مر ببابل فأخبر عن غار هناك وبه آثار عظيمة فجاء إلى ذلك المكان وإذا مكتوب عليه بالسريانية: يا من نال المنى، وآمن الفنا وقد وصل إلى هنا اقرأ وافتكر وادخل واعتبر واعلم اني قد ملكت البلاد، وحكمت على الميعاد، وما نلت من الدنيا المراد، فدخل الإسكندر الغار، وقد اسبل الدموع الغزار فوجد شخصا عظيم الهامة طويلا، على سرير من الذهب ملقى، وقد ترك جميع ما ملك وأبقى، ويده اليمنى مقبوضة والأخرى مفتوحة، ومفاتيح خزائنه تحت رأسه مطروحة، وعلى يمينه لوح مكتوب فيه: جمعنا المال وملكنا.
وعلى شماله لوح مكتوب فيه: ثم رجعنا وتركناه، وعند رأسه لوح مكتوبة فيه هذه الأبيات:
لقد عمرت في زمن سعيد
وكنت من الحوادث في أمان
وقارنت الثريا في علو
فصرت على السرير كما تراني
من كتاب: أنفع اللطائف ـ ضياء المنصوري