كيف أصبح العالم كله يستعمل تقويما موحداً؟
يفكر بعض الناس باستعمال ما يسمونه تقويما عالميا، أي تقويم يكون مقبولا في العالم كله.
ولكن الناس في الواقع يستعملون الآن لأغراض عملية، تقويما واحدا، فبإمكانك إلى جانب أي شخص في أي مكان في الدنيا ان تضع لرسالتك تأريخا يمكنه ان يفهمه بالضبط، هذا التقويم المستخدم للأغراض العملية هو التقويم «الغريغوري» الذي استحدثه البابا غريغوريوس الثالث عشر عندما قرر إصلاح التقويم القديم المستعمل منذ زمن يوليوس قيصر. وقد أمر لهذا الغرض بإسقاط 10 أيام من عام 1582.
ولإبقاء التقويم صحيحا في المستقبل أوجب تخطي السنة الكبيسة في السنة الأخيرة من كل قرن، ما لم تكن تلك السنة قابلة للقسمة على 400 وعلى هذا الأساس لم تعتبر سنوات 1700، 1800، 1900 سنوات كبيسة.
وكان التقويم الروماني يقوم على الخرافة والتخبط، كان هناك 12 شهرا تبدأ بـ «مارس» الذي كانت تبدأ به السنة الرسمية.
وفي عام 153 ق.م. جعلت البداية في شهر «يناير».
ولم يكن التقويم الروماني موحدا، وإنما كانت هناك هيئة من الموظفين تتولى تنظيمه كل عام وكل شهر. وكان هؤلاء الموظفون يعرفون بالأحبار. كانت مهمتهم مراقبة الهلال كل شهر.
وعندما يرونه يعلنون عدد الأيام التي يجب ان تسبق (التواسع) وهي أيام خاصة يجيء واحدها في الخامس من يناير وفبراير وأبريل ويونيو وأغسطس وسبتمبر ونوفمبر وديسمبر وفي السابع من مارس ومايو ويوليو وأكتوبر تبعا لتحديد الأحبار.
وبسبب ذلك كانت أطوال السنين تختلف عند الرومان مما كان يسبب ارتباكات كثيرة، وقد حاول يوليوس قيصر توحيد السنين عام 46 فأنشأ تقويما جديدا هو الذي أصلحه البابا غريغوروس فيما بعد.
ومع ان التقويم الغريغوري يقوم بدوره على الخرافة لأنه يبدأ من يوم ميلاد لم يتأكد تاريخيا فإنه أصبح بحكم هيمنة العرب على العالم هو المعمول به، لكن استناده الى الشمس وليس الى القمر يجعله منتظما وعمليا، لأن التقويم الشمسي يرتبط بالمواسم الزراعية والفصول الأربعة.
من كتاب: غرائب الاختراعات والاكتشافات