فتح المظلة داخل المنزل
بدأ الاعتقاد عن الحظ السيئ الذي أحاط بالمظلة مع الفراعنة الذين أدرجوا مظلاتهم ذوات التصاميم المعقدة المصنوعة من ورق البردي وريش الطاووس في مراسيمهم الدينية. لم تستخدم المظلات الأولى للوقاية من المطر الذي كان نادرا، وعُدّ بركة في مصر ذات الطبيعة الصحراوية الجافة، بل للوقاية من أشعة الشمس اللاسعة.
قصر الفراعنة استخدام مظلاتهم على النبلاء يرفعونها فوق رؤوسهم. عُدّت الظلال التي ترخيها تلك المظلات خارج المنازل مقدسة، فإذا حدث أن داس أحد العامة على الظل عن غير عمد، عُدّ الدوس تدنيسا للمقدسات ونذير شؤم. ساد الاعتقاد المذكور بشكل معكوس لدى البابليين، فعدوا الدوسة في أفياء مظلة الملك شرفا لا يعلى عليه.
يؤكد المؤرخون حداثة قيام اعتقاد بصدد فتح المظلة داخل الأبواب وجرّه للحظ السيئ. استخدم المعدن في لندن في القرن التاسع عشر لصناعة برامق المظلات الواقية من المطر، وكانت المظلة ظاهرة مألوفة في الأيام الممطرة.
كان تصميم المظلة فجا غير دقيق، ما جعل فتحها داخل المنازل ينذر بمخاطر حقيقية تتمثل بجرح بالغ او ضرر طفل او بتحطيم شيء قابل للكسر.
ربما كانت تلك المخاطر وراء الاعتقاد الذي يخص سوء الحظ الذي يجره فتح المظلة داخل المنزل.
تغير الاعتقاد المشار إليه بانتشار المذياع والتلفاز والصحف التي تتنبأ بحالة الطقس، فلم يعد نذير سوء ان تفتح المظلة داخل الغرف. من المعتقدات المتبعة في يومنا هذا، وتأكيدا لقيام يوم جاف، ان يذهب المرء الى عمله يحمل مظلته في يده لأن إهمال حمل المظلة يعرض المرء لمطر غزير مؤذ.
من كتاب: قصة العادات والتقاليد وأصل الأشياء ـ تشارلز باناتي