بسام عبدالله
كان كريما جوادا، وكانت ابنته أكثر كرما، تعطي فلا تبقي شيئا، ولهذا افترقا.
انه حاتم الطائي الفارس الشجاع، يغزو فيعود بالغنائم وينفق على غيره بسخاء، وكان عفيفا ذا خلق كريم، اذا اسر اطلق، واذا قاتل لم يثكل واحدا امه، وقد اوصى فقال: «اني اعهدكم من نفسي بثلاث، ما خاتلت جارة لي قط اراودها عن نفسها، ولا اؤتمنت على امانة الا قضيتها، ولا اتى احد من قبلي بسوءة او قال بسوء. وهو القائل:
اذا ما بت اختل عرس جاري
ليخفيني الظلام فلا خفيت
أأفضح جارتي واخون جاري
معاذ الله افعل ما حييت
وقد تبعته ابنته «سفانة» في كرمه ومسلكه، فكان يهبها القطيع من الابل فتعطيه لغيرها غير مبقية شيئا، فقال لها حاتم ذات يوم: «يا بنية، ان القرينين اذا اجتمعا في المال اتلفاه، فإما أن اعطي وتمسكي، أو أمسك وتعطي، فإنه لا يبقى على هذا شيء»، فقالت: «والله لا أمسك ابدا» فقال: «وانا لا أمسك». قالت: «لا نتجاور اذا». فقاسمها ماله وافترقا.
قال بعضهم: كانت سفانة لؤلؤة الكرم تماما كما يعني اسمها.