الصقر طير جارح، أي يصطاد حيوانات أخرى للطعام، وله جناحان مدببان طويلان، وبروز أو «سن» عند الحافة القاطعة لمنقاره، وتشمل عائلة الصقر أجناسا عديدة وبأحجام عديدة تتراوح بين 6 بوصات للصقر الصغير و24 بوصة للصقر الكبير.
والتصقر، أي الصيد بواسطة الصقر، هو فن التدريب والصيد بطيور الفرائس، وعادة ما تكون الصقور أو النسور، إذ يجب ان يتصف الطير بالقوة والسرعة بما يكفي لإنزال الضربة القاضية على الفريسة، ويجب ان يكون ذكيا من أجل استيعاب التدريب.
وعندما يصطاد الصقر بمعية مالكه يبدأ أولا بالارتفاع في الهواء، إذ تصعد بعض الصقور الى ارتفاع يصل الى الألف قدم، وعندما يشخص الصقر الهدف يندفع اليه واضعا مؤخرة مخالبه على ظهر فريسته، ثم ينقض الصقر يعض رقبة فريسته ويبدأ بنتشها، وعلى صاحب الصقر ان يمد الصقر بقطعة لحم يضعها على قبضته من أجل إطعامه.
لا يعلم أحد متى بدأ الصيد بالصقر، لكننا نعرف انها كانت منذ زمن طويل مضى، واستنادا الى كتابات يابانية قديمة، فقد اعتاد الصينيون تدريب الصقور منذ اكثر من 4 آلاف سنة، وربما كان التصقر معروفا في اوروبا عند بداية العهد المسيحي.
وواحد من أعظم كتب فن الصيد بالصقر على مر الزمن كان قد كتب في القرن الثالث عشر من قبل الإمبراطور الروماني «فردريك الثاني» فقد اكتسب الكثير من معلوماته عن الشرق، حيث كان ضمن جيوش الاحتلال، فهناك كانت تتم ممارسة التصقر من قبل «الأمراء» وأتباعهم.
ولأربعمائة سنة، من القرن الثالث عشر والى القرن السابع عشر، كان فن التصقر مشهورا جدا في انجلترا، وكان هناك العديد من العادات والقواعد المشوقة والمتعلقة بالتصقر، فمثلا كان نوع الطير الذي يحمله الصياد يعتمد على مكانته الاجتماعية.
فالملوك والأباطرة يمكنهم ان يستخدموا النسور والصقور الكبيرة، أما الأمراء والنبلاء والدوقات فيمكنهم ان يستخدموا نوعا آخر من الصقور تدعى «الشاهين» وهكذا.
وعند بداية القرن الثامن عشر أوشك الصيد بالصقر على الزوال، لكن هناك العديد من الناس هنا وهناك ممن مازالوا يزاولون هذه اللعبة (مازال الصيد بالصقر منتشرا في الجزيرة العربية).مشاري عبيد:
كيف يتم الصيد بالصقر؟