الإقطاع
هو امتلاك شخص واحد ارضا زراعية واسعة، اي انه يقطعها لنفسه، هذا هو نظام الاقطاع الذي في ساد اوروبا في العصور الوسطى.
بدأ هذا النظام في وسط اوروبا، حين قام النبلاء الكبار بشراء قطع الارض الواسعة من الامراء والملوك وصار المال هو السيد، وصار الاقطاعي هو الذي يتحكم في مصائر الناس الذين يعيشون في اطار اقطاعيته.
انه الحاكم الحقيقي في هذه الاقطاعية، كان الملاك يقدمون الخدمات الدائمة للحكام من اجل تسهيل سبل السيطرة على الاقطاعية وحمايتهم.
وعندما حل القرن الحادي عشر الميلادي كانت اوروبا تقريبا عبارة عن اقطاعيات يمتلكها الاثرياء.
احتاج الاقطاعيون الى اتباع مخلصين يحسون تجاههم بالولاء الشديد، ويقومون بالمساعدة في ادارة هذه المزارع الكبرى، وكان هذا الوالي هو المتحكم الاعلى في شؤون الاقطاعية بمن عليها من سكان في جميع مصائرهم.
ساعد هذا في عمل نهضة زراعية كبرى، وادى الى تشكيل صورة المجتمع، فهناك المكفول الذي عليه ان يتبع سيده في الحرب وان يدفع له الضرائب في عدة حالات: عندما يصير الابن الاكبر للسيد فارسا، وعندما تتزوج الابنة الكبرى للسيد، وعندما يذهب في حرب خارج وطنه للخدمة العامة.
وعليه، فقد انقسم المجتمع الى قسمين: السادة النبلاء، والخادمين التابعين.
وانعكس ذلك على العمارة، فتم تشييد القصور الفخمة والقلاع التي يسكنها النبلاء، اما الخدم فلا يملكون شيئا، فهم ملكية خاصة للسيد، مثل طرح الارض التي يزرعونها ورغم ذلك فهم يدفعون الضرائب العالية.
ومع مرور الزمن بدأ بعض الخدم في الاستقلال والذهاب الى المدينة للعمل بأجور مناسبة، وبهدف الحصول على الحرية، ومع الثورة الصناعية انهار الاقطاع تماما.
(من كتاب: « موسوعة الحضارات المختصرة لمحمود قاسم)