العلاج بالصوم
أثبتت الأبحاث العلمية انه في اثناء فترة الصوم يرتاح القلب كثيرا، اذ تنخفض ضرباته الى 60 دقة في الدقيقة، وهذا يعني انه يوفر مجهود 28800 دقة كل 24 ساعة.
ومن الثابت علميا ان الجسم يعطي من مخزون المواد العضوية ثم غير العضوية، اي انه يعطي اولا من السكريات، ثم الدسم، وبعض البروتين، لكنه لا يفرط بسهولة في المعادن وما يشابهها، فالحديد المتخلف عن حطام الكريات الحمراء القديمة يتم تجميعه وتخزينه في الكبد من جديد ليؤخذ منه عند الحاجة، لهذا لا يحدث فقر الدم المتسبب عن نقص الحديد في اثناء الصوم.
من ناحية اخرى، يتلاشى مصدر مهم من مصادر السموم داخل الجسم، وهو ناتج تحلل الأغذية في الجهاز الهضمي، فالقناة الهضمية تنظف تماما من جراثيمها خلال اسبوع واحد من الصوم.
كما تبين ان عملية التنظيف تمتد لاخراج الفضلات والسموم المتراكمة في الانسجة عبر اللعاب والعصارة المعدية، والعصارة الصفراء، وعصارة البنكرياس، والامعاء، والمخاط، والبول، والعرق.
وجدير بالاشارة ان كمية العصارة المعدية تقل كثيرا مع الصوم وتقل درجة حموضتها.
وأوضحت الأبحاث أيضا تأثير الصوم في عملية تجدد خلايا البشرة بحيث تصير أنقى واكثر صفاء وبريقا، وذلك بعد ان اشارت الى ذلك تجارب اثنين من علماء الفسيولوجيا بجامعة شيكاغو، فقد اكدا ان الصوم لمدة اسبوعين يكفي لتجديد انسجة انسان في عمر الاربعين، بحيث تبدو مماثلة لانسحة شاب في السابعة عشرة من عمره، لكن هذا الاثر غير دائم، ومن ثم يتطلب الامر معاودة الصوم على فترات للحصول على الشباب من جديد.
كما اظهرت تجارب جامعة «شيكاغو» ان الصوم من 30 الى 40 يوما يزيد الحيوية بمعدل 5- 6%، وحيث ان نقص الحيوية يعد مظهرا من مظاهر زحف الشيخوخة.
وبعد ذلك يأتي الصوم كعلاج في مواجهة الامراض الحادة، ويكفي ان نلاحظ رفض الانسان الغريزي للطعام في حال اصابته بالمرض، ومن ثم يكون الصوم دعما للغريزة الحكيمة.
(من كتاب: ثبت علمياً - محمد كامل عبدالصمد)