المنطاد.. كيف يسيرونه؟
الجواب المثير للدهشة هو انهم لا يسيرونه فعليا فمع انه يمكن لطاقم المنطاد أو البالون أن يتحكم في عملية صعوده أو هبوطه فإن سرعته واتجاهه يظلان تحت رحمة الرياح القوية وبمعنى آخر فإنه يمكن لملاح المنطاد أن يسيره فقط من خلال هذه الرياح.
وتملأ هذه المناطيد البيضاوية الشكل عموما بالهواء الساخن أو بالغاز الضعيف (مثل الهيليوم ـ والهيدروجين ـ أو الغاز الطبيعي) وتختلف التقنيات الخاصة المعتمدة في كل من العمليتين، فلو اختار ملاح المنطاد أو قائده مثلا أن يحلق بواسطة الغاز فما عليه من أجل ذلك إلا ان يفرغ حمولة المنطاد من أكياس الرمل الثقيلة أما إذا أراد الهبوط به فالوسيلة لذلك هي تخفيف كمية الغاز في المنطاد عن طريق شد حبل متصل بصمام في أعلاه وقرب هذا الصمام توجد لوحة خاصة لتفريغ الغاز يتم التحكم بها أيضا عن طريق حبل ويمكن عند شده فتحها وإخراج كمية من الغاز منها تسمح بهبوط المنطاد، ومن جهة أخرى فإن المناطيد المسيرة بالهواء الساخن تكون مجهزة بمشعل حارق مثبت تماما عند فتحة في أسفل المنطاد وتتم تغذية هذا المشعل الذي يؤمن الهواء الساخن عن طريق خزانات تحتوي على غاز البروبان (هيدروكربون غازي) وتكون موضوعة في سلة المنطاد وبإمكان الملاح أن يتحكم في كمية الغاز المشتعل وبالتالي يعلو المنطاد أو يهبط وتساعد فتحة في أعلى المنطاد على تبريده كما تعمل لوحة لتهريب الهواء كذلك في أعلى المنطاد على تأمين هبوط أسرع له.
وبما انه يمكن للملاح أن يتحكم في عملية صعود المنطاد فإنه يمكن له أيضا ان يضع نفسه على علو تكون فيه الرياح مواتية للجهة التي يريد الملاح ان يذهب اليها بمنطاده ومعرفة الأحوال الجوية والتحكم بالعلو، ورغم ذلك فإن ثلاثة أميركيين تمكنوا في عام 1878 من عبور الأطلنطي بنجاح بواسطة منطاد مزود بغاز الهيليوم من الولايات المتحدة حتى باريس وذلك بعد مرور 137 ساعة و6 دقائق.
(من كتاب: كنز العلوم ـ مجدي سيد عبدالعزيز)