الإسكندر الأكبر يصبح ملكاً على مصر وينشئ بها مدينة الإسكندرية التي حملت اسمه 331 ق.م.
بعد انتصاره على القائد الفارسي (دارا) في موقعة (ايسوس) اتجه الاسكندر الأكبر عبر الأردن الى مصر. ولم يستطع حاكمها الفارسي الوقوف ضد جيش الاسكندر والذي لاقى ترحيبا بقدومه من قبل المصريين فاعتبروه بمثابة المُخلِّص لهم من الحكم الفارسي الجائر. واتجه على ضفاف النيل الى العاصمة (ممفيس) وهناك توج خلال وقت قصير كملك على مصر. وفي سنة 331ق.م. بدأ يخطط لإنشاء مدينة جديدة بمصر على ساحل البحر المتوسط لتكون حلقة اتصال بين مصر واليونان او العالم الأوروبي.
واستقر رأيه على مكان محدد لإنشاء تلك المدينة بعدما تذكر مكانا مميزا تحدث عنه من قبل (هيرودوت) و(هومر) في كتابه (الأودسه) والذي وفرت له سبل الحماية الطبيعية من البحر والصحراء، وهو مكان الاسكندرية الحالي الذي أقيم على جزيرة (فاروس) وقد خطط الاسكندر بنفسه نماذج لشوارع المدينة وميادينها ومعابدها بل وضع كذلك نموذجا لجهاز الصرف الصحي.
ولكن الاسكندر في الحقيقة لم يقدر له ان يرى تلك المدينة، والتي اختار موقعها وخطط بناءها، مكتملة، والتي صارت مركزا للثقافة والفنون والعلوم بعدما أنشئت بها مكتبة الاسكندرية الشهيرة، والتي اشتملت كذلك على احدى عجائب الدنيا السبع وهي منارة الاسكندرية.
فقد خرج الاسكندر منها لاستكمال فتوحاته ولم يعد إليها حيا وإنما عاد بعد مضي 10 سنوات جثة هامدة ليوارى الثرى بها.
من كتاب: أحداث لاينساها التاريخ ـ د.أيمن أبوالروس