أهمية الأمثال وأثرها:
للمثل أهمية بالغة ومكانة رفيعة ومنزلة مرموقة، حيث ان له أثرا في الكلام إذا جُعل فيه، وقد عبر عن هذا جمع من أهل الأدب والعلم:
قال ابن عبد ربه: «الأمثال هي وشي الكلام وجوهر اللفظ وحُلي المعاني، تخيرتها العرب، وقدمتها العجم، ونطق بها في كل زمان على كل لسان، فهي أبقى من الشعر، وأشرف من الخطابة، لم يسر شيء مسيره، ولا عم عمومها، حتى قيل: أسير من مثل».
وقال ابن المقفع: «إذا جعل الكلام مثلا كان ذلك أوضح للمنطق وأبين للمعنى وأنقى للسمع وأوسع لشعوب الحديث».
إذ تكمن أهمية المثل في أنه أفضل طريق وأقصره لإيضاح مراد المتحدث، بأسلوب محبب للنفوس خفيف عليها.
وإذا كانت أساليب التعبير المختلفة كلها تعين على الحياة وفهمها، فالأمثال أشمل من كل تلك الأنواع وأقصر من كل تلك السبل، ومن هنا كان لها ما كان من أهمية، فضلا عما قيل في خصائصها ومميزاتها من حيث الشكل والمضمون.
ولما كان للأمثال هذه المميزات كانت أكثر أثرا من غيرها في إيصال مراد الناطق بها للسامع لها، فإن النفوس تمل من الكلام الإنشائي الطويل، فإذا جيء به على شكل مثل قليل العبارة كثير المعنى كان أدعى لقبوله وإصغاء السمع له.
من كتاب: أمثال × أمثال ـ جمع وإعداد: سعد رفعت