الرازي
هو محمد بن زكريا الرازي فارسي الأصل، ألّف كتابا في الكيمياء يسمى «المنصوري» في صناعة الذهب جلب له الضرر والأذى.
وألّف كتاب «سر الأسرار»، وهو كتاب عملي بحت وصف فيه خاصيات المواد الكيماوية المعروفة وصفاتها وطرائق تنقيتها وتمييزها. وشرح فيه العمليات الشائعة الاستعمال والأجهزة التي تستخدم في كل منها. وهو أول من وضع تقسيما للمواد الكيماوية، وهي في نظره على ثلاثة أنواع: حيوانية ونباتية ومعدنية. وتنقسم المعادن الى ست طوائف: الأرواح والأجساد والأحجار والزاجات والبوارق والأملاح.
وقد استعمل في مختبره: الفرن والمنفاخ والبوتقة الصغيرة والكبيرة والملعقة والمقراض والهاون والمرجل والأنبيق والقابلة والقرعة والأثال والأحواض الزجاجية والقوارير والوجاق والطابستان والعمياء، وقد دعاه الإفرنج بويل الفرسي. يقول عنه الفهرست:
«وموضعه من علم الفلسفة والطب معروف مشهور. وقد استقصيت ذكره في أخبار الطب. وكان يري حقيقة الصنعة. وقد ألف في ذلك كتبا كثيرة. فمنها كتاب يحتوي على اثني عشر كتابا.
اكتشف الرازي حمض الكبريت.
وقد قيل: ان الرازي ألف كتابا في إثبات صناعة الكيمياء، أي تحويل المعادن إلى ذهب، وذلك لأبي صالح المنصور صاحب كرمان وخراسان، وقصده به من بغداد، فأعجبه وشكره عليه وأعطاه ألف دينار، وقال له:
- «أريد أن تخرج هذا الذي ذكرت في الكتاب الى الفعل».
فقال له الرازي:
- «إن ذلك يُتمون له المؤن».
فقال له المنصور:
- «كل ما احتجت اليه من الآلات أحضره لك كاملا حتى تخرج ما ضمنه كتابك الى العمل».
فلما عجز عن عمله قال له المنصور:
- «ما اعتقدت أن حكيما يرضى بتخليد الكذب في كتب يشغل بها قلوب الناس ويتعبهم فيما لا يعود عليهم بمنفعة...».
ثم قال له:
- «قد كافأناك على قصدك وتعبك بألف دينار، ولابد من معاقبتك على تخليد الكذب».
ثم أمر بأن يضرب بالكتاب على رأسه حتى يتقطع، فكان ذلك الضرب سبب نزول الماء على عينيه.
من كتاب: تاريخ الكيمياء ـ تأليف: أ.د.صلاح يحياوي