حمورابي
كان حمورابي أعظم ملوك بابل. ولعل أعظم إنجازاته مجموعة قوانينه الشهيرة بشريعة حمورابي، وهي الأولى من نوعها في التاريخ القديم. وكانت عبارة عن لائحة بالقوانين تتعلق بكيفية التصرف، وتغطي مجالا واسعا من السلوك البشري. جاء في بعضها، مثلا، أنه إذا سقط منزل ما وقضى على مالكه، يُحكم بالموت على بانيه. فإذا قُتل ابن صاحبه يُقضى على ابن الباني بالموت. وإذا حطم شخص من الأسياد عظام ثان من طبقته، تُحطم عظامه. ولكنه إذا حطم عظام شخص من عامة الشعب، فإنه يغرم بدفع مينا من الفضة ـ والمينا هي وحدة وزن قديمة تساوي بين باوند وباوندين.
كانت شريعة حمورابي قاسية، ولكن، في تلك الأيام الصعبة الاحتمال، أمنت هذه الشريعة درجة عالية من القانون والأمن والنظام في بلاد مزقتها الصراعات الداخلية فترة طويلة من الزمن. وقد نُقشت هذه القوانين على عمود من الصخر الاسود، بقي حتى يومنا هذا، وهو معروض في متحف اللوفر الفرنسي.
وبنى حمورابي المعابد، والطرقات، والمكتبات، ووسع مملكته، وحفظها سالمة، وجعل جيرانه يهابونه ويخشون بأسه.
من كتاب: صانعو التاريخ ـ سمير شيخاني