السُّدُم
اذا كنتم قد رأيتم صورا للسديم في الكتب بشكل دوامات عظيمة من الغيوم، فلا تتوقعوا ان تجدوا شيئا شبيها بذلك في السماء، معظم الغيوم السديمية باهتة لا تُرى الا بواسطة المرقب او المنظار الفلكي، وكلمة سديم العربية او ما يقابلها في اللغات الاوروبية تعني حرفيا الضباب الرقيق، وقد سمي السديم الفضائي بهذا الاسم لأنه ظهر شبيها بالضباب من خلال المنظار الفلكي الصغير القديم.
هناك نوعان رئيسيان من السدم: النوع الاول هو سديم درب التبان الموجود ضمن مجرتنا، وهو يتكون من الغبار والغاز، والثاني هو السديم الخارجي الموجود خارج مجرتنا ويتكون من النجوم في الدرجة الاولى.
يقل عدد تجمعات سديم درب التبان عن 2000 تجمع، هذا يعني ان معظم تجمعات السديم المعروفة موجودة خارج مجرتنا. كم عددها؟ ما نعرفه حتى الآن هو انها تُعد بالملايين موزعة في الفضاء الشاسع وراء درب التبان، ويطلق على تجمعات السديم الخارجي احيانا اسم الجزر الكونية او المجرات، هذا يعني انه لو نظر شخص ما من ذلك الموقع الى مجرتنا لبدت له مثل السديم.
لتجمعات السديم الخارجي اشكال مختلفة، بعضها غير منتظم وبعضها الآخر اهليلجي، لكن معظمها لولبي الشكل، والسديم اللولبي كما هي حال مجرتنا مكون من عدد كبير من النجوم، ومن غيوم غازية ضخمة، وتجمعات من الغبار الكوني، ولهذا النوع من السديم اللولبي مركز في الوسط، ومن هذا المركز تمتد ذراع او استطالة بشكل لولبي، السديم اللولبي في كوكبة اندروميدا (المرأة المسلسلة) هو اقرب سديم الى الارض وهو الاكبر والاشد لمعانا بين الكويكبات التي يعرفها الانسان، وهذا السديم يبعث ضوءا يزيد مليارا وخمسمائة مليون مرة عن كمية الضوء التي تصدر عن الشمس.
من كتاب: الموسوعة العلمية المبسطة ـ د.خالدة سعيد