اجتماعيات وتحليل نفسييقال إن الطفولة هي فترة اللعب في حياة الإنسان، فبعض علماء الاجتماع قالوا إن اللعب عملية تفريغ ضرورية لطاقة زائدة عند الأطفال، وقال آخرون إنه تنفيس عن رغباتهم المكبوتة، وهناك من يقول إن اللعب إعداد وتدريب طبيعي للدور الذي سيقوم به الطفل في الحياة العملية.
ويرى جان بياجين «أكبر عالم اجتماعي ونفسي معاصر» ان اللعب ضروري للطفل لأنه عملية استيعاب للعالم المحيط به، وهو وسيلة لجعل الحياة او الواقع يتكيف مع احتياجاته وأهدافه العاجلة.
أما المحللون النفسيون فيرون ان الطفل يتخلص من همومه ومتاعبه النفسية عن طريق اللعب تماما كما يفعل الكبار حينما يتخلصون من آلامهم عن طريق التحدث عنها.. وإن حاجة الطفل ورغبته للعب تماثل تماما رغبته في الأكل والشرب حينما يكون جائعا وعطشانا.
ويقول دكتور سيد غنيم أستاذ علم النفس والاجتماع بجامعة عين شمس: «إن اللعب وسيلة للإبداع، فالطفل إذا لعب يبتكر.. إنه يتخيل اشياء لا وجود لها.. إنه يبني لنفسه عالما خاصا، وهو إذا ما حطم دميته او فك اجزاءها فلأنه يمارس غريزة إنسانية هي غريزة البناء والتركيب وهي غزيرة اساسية في الانسان، فالواقع انه يفك اللعبة كي يعيد تركيبها ويكتشفها.
ويحذر د.غنيم من عواقب حرمان الطفل من اللعب، فالطفل اذا لم يلعب يحرم من ممارسة تجربة الصواب والخطأ، يحرم من الاتصال بأقرانه وبالعالم الخارجي.
ويضيف د.غنيم قائلا: ان الدراسات قد اثبتت ان جميع الاطفال الذين حرموا من اللعب اثناء طفولتهم قد تعثروا في دراساتهم وحياتهم العملية بعد ان كبروا، ويلفت النظر الى ان معظم نزلاء السجون والمنحرفين والمرضى نفسيا وعقليا كانوا في الاصل اطفالا لم تتح لهم فرصة اللعب والاستمتاع بطفولتهم على خير وجه.
يقول علماء النفس ان علاقة الطفل بأمه تنمو منذ ولادته، حين يحس بنعومة ثديها، وحين تضمه الى صدرها فيشعر بالدفء والحنان ودقات قلبها، فلا يلبث ان يميز الطفل امه ولا يرضى عنها بديلا.
من كتاب: ثمار من حدائق المعرفة ـ د.محمد عبدالصمد