كيف نشأت الأنهار؟
مياه الأمطار التي تهطل على سطح الأرض تتجمع في أشكال مختلفة وتنتقل باستمرار. والأنهار هي أكبر المجاري التي تحقق هذا الانتقال. والساقية تلي النهر في الأهمية بين مجاري المياه.
ثم تأتي الجداول والمجاري السيلية. هذه كلها تتجمع وتنمو تدريجيا حتى تتحول الى نهر كبير.
أنهار كثيرة تجري لتصب في البحر. لكن بعض الأنهار يصب في البحيرات، وبعضها يخترق السهول الجافة ويضعف ثم يضعف حتى يغيب نتيجة التبخر أو يتغلغل في التربة الجافة، كما يحدث لنهر بردى بدمشق.
يأتي قسم من مياه النهر من الأمطار التي تتجمع في شكل سيول ومجار، كما تسهم الثلوج وكتل الجليد الذائبة في تغذية مياه الأمطار، ويمكن أن تنبع الأنهار من الينابيع أو البحيرات.
الأنهار الكبرى تكون لها روافد عديدة أي جداول وسواق وأنهار صغيرة تصب كلها في مجرى النهر الرئيسي.
بل إن أنهارا كبرى تشكل أحيانا روافد للأنهار العظيمة. فنهر أوهايو ونهر ميسوري هما رافدان لنهر ميسيسيبي الهائل.
كما يشكل نهر النيل الأزرق رافدا لنهر النيل، ونهر الخابور رافدا لنهر الفرات.
ولكل رافد روافده الأصغر، مما يجعل نهرا كالنيل أو كالميسيسيبي حصيلة تجمع آلاف الأنهار والنهيرات والسواقي والجداول والسيول.
المنطقة التي تنصرف مياهها باتجاه نهر ما تسمى «حوض النهر». فنهر ميسوري - ميسيسيبي الذي يبلغ طوله 3890 ميلا يتغذى بمياه منطقة تبلغ مساحتها 1243700 ميل مربع. ونهر الأمازون الذي يبلغ طوله 3900 ميل تتجمع مياهه من حوض مساحته 2.722.000 ميل مربع.
أما نهر النيل، أطول أنهار العالم، والذي يبلغ طوله 4000 ميل (6400 كلم) فإن الحوض الذي يتغذى بمياهه يشمل مساحات كبيرة في أوغندا والسودان، وحين يبلغ الأراضي المصرية لا يرفده أي رافد ذي أهمية.
الأنهار تحفر التربة وتجرفها شيئا فشيئا الى البحر. وإذ يستمر هذا الجرف آلاف السنين فإنه يحدث تآكلا عظيما في الأرض على طول مجرى النهر. وهذا التآكل يمكن أن يحوّل مجاري الأنهار إلى وديان.
من كتاب: الموسوعة العلمية المبسطة