قصة: د. طارق البكري - رسم: إياد عيساوي
كانت سلمى تبحث عن الطعام في الحاويات القريبة من مساكن أثرياء قريتها، فوجدت محفظة جيب صغيرة، حملتها وأخفتها في كيس صغير وعادت بسرعة إلى بيتها الطيني في تلة بعيدة في القرية.
أعطت سلمى المحفظة لأمها فوجدت فيها رزمة كبيرة من المال وبطاقة هوية.
الأم وهي تضحك ساخرة: إنها للسيد مقاطع.
ثم قالت: لقد أصبح كل هذا المال لنا.
سلمى: لكننا نعرف صاحبها.
الأم: أنسيت كيف طردنا من منزلنا بعد أن مات أبوك مدعيا زورا أن أباك باعه المنزل وقدم للمحكمة أوراقا ومستندات مزورة ولم يرحمنا ويمهلنا لنجد منزلا آخر. سلمى: ومع ذلك، المال ليس لنا.
الأم: لكنه ظلمنا، كما أنه لا يرانا أحد؟
ردت سلمى بدهشة: إن كان الناس لا يروننا فأين الله؟
قامت الأم وقالت: هيا بنا ولم تقل كلمة أخرى.
وصلت الأم وابنتها إلى منزل السيد مقاطع وقدمتا له المحفظة.
استغرب السيد مقاطع موقف الأم المظلومة فقالت له: لا تستغرب اسأل سلمى ستخبرك وتقول: فأين الله؟
وعادت الأم وابنتها إلى بيتهما الطيني القديم..
وفي اليوم التالي قرع السيد مقاطع باب المرأة وقال لها: اذهبي إلى بيتك الأول، هذه ورقة تثبت أن البيت الذي أخذته منكما هو لكما.. معترفا بأنه زور المستندات وظلمهما طالبا العفو والمسامحة.
أهل القرية استغربوا هذا التحول الذي طرأ على حياة السيد مقاطع، فقد تغيرت أحواله وصار يساعد الفقراء، وأعاد كل الأموال التي جمعها بالغش إلى أصحابها.
وكان الناس يسألونه عن السبب فيقول: فأين الله؟ فأين الله؟