أظهرت دراسة حديثة، نُشرت في عدد سبتمبر من مجلة " Atherosclerosis " الطبية، أن عقار "الأسيتامينوفين"، وهو مسكن شائع للصداع، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم إلى حد كبير.. كما وجد الباحثون السبب وراء هذا التأثير الجانبي لتلقي عقار "الأسيتامينوفين" عن طريق الوريد.
يستخدم عقار "الأسيتامينوفين" في حالات علاج نوبات الصداع، حيث يتم تناوله عن طريق الفم، وعادة ما تقوم المستشفيات بإعطاء "الأسيتامينوفين" عن طريق الوريد وبهذه الطريقة، يمكن للأطباء والممرضات مساعدة المرضى ذوي الحالات الحرجة غير القادرين على ابتلاع حبة واحدة أو أكثر.
ووفقًا للدراسة، فإن عقار "الإسيتامينوفين" الوريدي له تأثير جانبي خطير يتمثل في انخفاض كبير مؤقت في ضغط الدم، وفي الحالات الحرجة وجدت الدراسة أن ستة من بين كل عشرة أشخاص عانوا من الآثار الجانبية لدرجة أنهم يحتاجون إلى تدخل طبي.
وعلى الرغم من النتائج، يعد عقار "الأسيتامينوفين" الوريدي عقارًا مستقرًا نسبيًا يستخدم بشكل متزايد في نظام الرعاية الصحية، على الرغم من أن العديد من الأطباء والممرضات على دراية بالآثار الجانبية المحتملة.
وهدف الفريق البحثي -في هذه الدراسة التي أجريت في كلية الطب جامعة "كوبنهاجن" في الدانمارك- إلى إيجاد سبب للانخفاض الحاد في ضغط الدم عقب تناول بعض المسكنات.. ووجدوا أن مسكن "الباراسيتامول" (إسيتامينوفين) يتجاوز الكبد عند تناوله عن طريق الوريد، وبالتالي يتم استقباله بشكل مختلف عن تناوله عبر طريق الفم.
وقال الباحثون إن المنتجات المتبقية من المسكنات تؤثر على بعض قنوات البوتاسيوم، والتي تنظم من بين أمور أخرى كيفية انقباض واسترخاء الأوعية الدموية وبالتالي التحكم في ضغط الدم.
وباستخدام الأدوية التي تمنع قنوات "البوتاسيوم"، نجح الفريق البحثي لاحقًا في تقليل الآثار الجانبية للانخفاض الكبير في ضغط الدم في فئران التجارب، ويقول الفريق إن معظم الناس يجب ألا يخافوا من تناول المسكنات كالمعتاد، طالما أنهم يظلون ضمن الجرعة القصوى الموصى بها.