تواجه إيطاليا التي حصد مواطنها جورجيو باريزي جائزة نوبل للفيزياء هذا العام، نزفا مستمرا منذ سنوات في الباحثين الشباب المضطرين للمغادرة إلى الخارج لإيجاد فرص عمل.
غادر حوالي 14 ألف باحث إيطالي البلاد بين عامي 2009 و 2015، وفق وكالة الإحصاء الوطنية الإيطالية، وهو اتجاه يفسَّر في جزء كبير منه بنقص الاستثمار.
وقال باريزي في تشرين الأول/أكتوبر بعد حصوله على جائزة نوبل عن عمله على التفاعل بين الفوضى والتقلبات في النظم الفيزيائية "إيطاليا ليست بيئة حاضنة للباحثين، سواء كانوا إيطاليين أو أجانب".
وأضاف "البحوث تعاني من نقص التمويل والوضع ساء على مدى السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية".
وتراجع التمويل الحكومي من 9,9 مليارات يورو (11,2 مليار دولار) عام 2007 إلى 8,3 مليارات عام 2015 (أحدث الأرقام المتاحة)، بينما في عام 2019، كان الإنفاق على الأبحاث في ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو أقل بكثير من متوسط الاتحاد الأوروبي.
بالإضافة إلى باريزي، أنتجت إيطاليا بعضا من كبار العلماء في العقود الأخيرة، لا سيما عالم الفيزياء كارلو روبيا الحائز جائزة نوبل عام 1984، وطبيبة الأعصاب ريتا ليفي مونتالتشيني التي فازت بالجائزة عام 1986.
لكن المعلقين يلاحظون أنه تم تخفيض ميزانيات الأبحاث بعد الأزمة المالية لعام 2008، في حين أن البيروقراطية الإيطالية سيئة السمعة تلعب أيضا دورا في تصدير المواهب الشابة إلى الخارج.
وقالت إليونورا ديليا، عالمة الأحياء البالغة من العمر 35 عاما من روما والتي كانت تدرس على مدار السنوات الأربع الماضية في "إمبريال كولدج" في لندن "في إيطاليا، للأسف، هناك عقبات كبيرة أمام الحصول على وظيفة جامعية".
وأشارت إلى "نقص التمويل والوظائف المتاحة، والحاجة إلى وجود معارف من أصحاب النفوذ ونظام معقد للغاية يعتمد على عدد المقالات المنشورة".