مع احتفال العالم باليوم العالمي للكتاب، يأمل كتاب ومثقفون ومسؤولون مصريون في المزيد من الانتشار والمعرفة بهذه المناسبة التي تسلط الضوء على قيمة الكتب والكتاب والقراءة وكذلك أهمية الحفاظ على حقوق التأليف والنشر.
وتحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) باليوم العالمي للكتاب، المعروف أيضا باسم اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، سنويا في 23 أبريل منذ 1995، بهدف تشجيع القراءة والنشر وحماية حقوق المؤلف.
وقال الروائي المصري يوسف القعيد، أحد تلامذة الروائي الراحل نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الأدب، إن "هذا يوم مهم جدا ويجب أن نحتفل به لأن حقوق الملكية الفكرية هي قضية مهمة جدا للكتاب والناشرين على حد سواء وللقارئ أيضا".
وأوضح الكاتب المصري لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "الكتاب أمر مهم وأساسي ويعكس توزيعه مدى حضارة أي أمة ويعكس مدى تقدمها وقدرتها على أن تكون صانعة حضارة في المستقبل".
واسترجع القعيد ذكرياته مع محفوظ وكيف تعلم منه ككاتب استثنائي، قائلا إنهم كانوا يجتمعون في مقهى ويتحدثون عن الأدب ويستمعون إلى آرائه.
وأضاف القعيد "لقد سعدنا بأننا عرفنا نجيب محفوظ وتناقشنا معه وقرأنا إنتاجه الأدبي وتحدثنا معه لسنوات عديدة، الأمر الذي بلور أشياء كثيرة في رؤيتنا للحياة ولفن كتابة الرواية".
كما وصف محفوظ بأنه شخصية مهمة للغاية في الكتابة الأدبية، بغض النظر عن فوزه بجائزة نوبل العام 1988، قائلا "أنا اعتبره مؤسس فن الرواية العربية".
وافتتحت وزارة الثقافة المصرية في العام 2019 متحفا لمحفوظ في مبنى قديم أعيد تطويره يعود تاريخه إلى العام 1774 بالقرب من جامع الأزهر التاريخي في قلب القاهرة، ويضم مقتنيات محفوظ الشخصية وكتبا ومسودات مكتوبة بخط يده تخليدا لذكراه وأعماله.
وقال الدكتور فتحي عبد الوهاب رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية التابع للوزارة والمسؤول عن متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ إن اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف يوم مهم جدا يدافع عن إبداعات المؤلفين.
وأضاف رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية لـ ((شينخوا))، في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، "يجب الحفاظ على حقوق المؤلف لأنها مسألة فكر وإبداع، لذلك تدعو الإنسانية جميعا إلى الحفاظ على حقوق المؤلف للحفاظ على فكرة الأصالة والتاريخ".
وشدد عبد الوهاب على أن "الكتابات لا تموت بموت أصحابها، وأن أعمال المؤلفين تبقى حية لعصور عديدة من بعدهم"، مشيرا إلى أن العمل الإبداعي مثل الشجرة التي يؤول حقها لمن غرس بذرتها.
وضرب مثالاً على ذلك بأعمال محفوظ، الذي توفي العام 2006، وتصويره للأحياء والحارات المصرية، التي ما تزال فريدة ومؤثرة على مدى العقود الماضية حتى اليوم.
وتابع عبد الوهاب أن "حق المؤلف هو حق أصيل لأن إبداعه مستمد من ذاته وخبرته الشخصية وثقافته وأشياء أخرى كثيرة"، مؤكدا على ضرورة نشر الوعي باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف في مصر.
من جانبه، قال الروائي المصري سعيد نوح إن "الكاتب هو نتاج مجموعة الكتب التي قرأها"، مشيدا باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف باعتباره احتفالا يكرم الكتاب والقراء على حد سواء.
وأكد نوح لـ ((شينخوا)) أن "هذا اليوم العالمي هو عيد لأي كاتب وأي قارئ وأي صاحب مكتبة، لأنه اليوم الذي يحتفل فيه الناس بهم، فهو مثل عيد المعلم وعيد الأم".
وقال الروائي المصري "إنه شيء جيد وشرف عظيم، لكن هذا اليوم العالمي غير منتشر بالقدر الكافي في مصر ونأمل أن يصبح أكثر انتشارا قريبا"