أمضت «مينغ مينغ» يومها الأخير بشكل مختلف عن سابقيه إلى حد كبير، حيث بدت أكثر حرصا على تناول طعامها المفضل، على فترات مختلفة من اليوم، كما حرصت على أداء بعض التمارين الرياضية، والتي لطالما كانت آخر ما يشغل همها. ورغم أنها تعد إحدى أطول رفيقاتها عمرا، فإن مينغ مينغ عاشت معظم حياتها تعاني الوحدة، باستثناء بعض العلاقات الخاطفة التي لم تدم طويلا، إلا أنها لم تستطع يوما ما أن تنجب وليدا يؤنس وحدتها، على مدار عمرها الذي امتد إلى نحو 34 عاما. وخالفت مينغ توقعات الكثيرين من العاملين في مركز حماية الباندا بإقليم «سيشوان»، جنوبي الصين، والذين كانوا يعتقدون أنها لن تعيش طويلا بسبب تلك الحياة البائسة، وتمكنت من البقاء على قيد الحياة 34 عاما، لتصبح ثالث أكثر باندا معمرة في العالم. وإثر وفاتها نتيجة إصابتها بفشل كلوي، في الثاني من مايو الجاري، احتلت مينغ مينغ عناوين معظم الصحف ووسائل الإعلام العالمية، بعدما أشارت تقارير محلية إلى أنها ربما تكون أطول دببة الباندا عمرا، مما لفت انتباه كثير من الباحثين. وتعيش دببة الباندا حوالي 15 عاما في المتوسط، في الحياة البرية، وقد يزيد على المعدل لدى الدببة التي تعيش في «الأسر»، نتيجة الاهتمام والرعاية الطبية، بحسب صندوق حماية الحياة البرية والذي يتخذ من دب الباندا العملاق الشهير شعارا له».