قال مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ان العلم الشرعي نعمة من الله على العباد يخرج الناس من ظلمات الجهل الى النور، ومن ظلمات الشرك الى نور التوحيد والمعرفة في الدنيا، مضيفا ان الشبكة العنكبوتية التي تبث في العالم كله وسيلة خير إذا استغلها المسلمون في الخير وفي الدعوة الى الله وترغيب الناس في الخير وتبيين محاسن الإسلام وفضائله. جاء ذلك خلال رعايته حفل تخريج 4 آلاف طالب من أكاديمية مجمع إمام الدعوة العلمي، مشيرا الى ان الشبكة يستفيد منها الآلاف من المسلمين فيقرأون ويسمعون ويناقشون ويجدون من يجيب عن مسائلهم ومن يعنيهم ويعلمهم.
واضاف: «إن شباب الأمة اذا تركوا أمام هذه التحديات العظيمة فلا شك ان شياطين الإنس والجن ستتلقفهم وستحول مسيرة أفكارهم الى أفكار بعيدة ضالة، والى هبوط من القيم والفضائل الى الأخلاق السيئة والرذيلة، ولكن إذا وجدت في الناس دعوة صادقة ونداء خالصا لمثل هذه الشبكات فإنه للأمة خير». وأوضح المفتي ان مجمع إمام الدعوة يهتم بتبصير الأمة وتثقيفها في دينها، ليسيروا على النهج القويم والطريق المستقيم، وتابع: «إن العالم الإسلامي يواجه فتنا وضلالات ودعوات مختلفة وأنواعا من الضلالات والطرق المختلفة المتنوعة، كل حزب بما لديه فرحون، فلابد للأمة الإسلامية ان يكون عندها تصور لهذا الخطر العظيم وكيف تحاصر وتكافح الشر وأهله، وكيف توقف زحفه، مفيدا بأن ذلك لا يقاوم إلا بالحق الواضح والدعوة الصادقة والعلم الشرعي الذي يدمغ الباطل، ولابد للعلماء من تحرك لمقاومة الشر والفساد بالعلم النافع والدعوة الى الحق والبصيرة».
الفوزان يكذّب فتوى نسبت إليه بجواز قتل العامل زميله الذي لا يصلي
من جهة أخرى كذب عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ صالح بن فوزان الفوزان الفتوى التي نسبتها إليه «العربية» والتي ادعت فيها أنه أجاز للعامل قتل زميله الذي لا يصلي، وأكد أنه لم تصدر منه أي فتوى بهذا الشأن.
وطالب الشيخ الفوزان «العربية» بإثبات ما نسبته إليه سواء كان تسجيلا صوتيا أو كلاما مكتوبا موقعا بقلمه، ووصف ما جاء في «العربية» بأنه «هذيان وكذب».
وقال عضو هيئة كبار العلماء في توضيح: إن ما نشرته «العربية» من فتوى منسوبة إليه بكفر تارك الصلاة ووجوب قتله إذا لم يتب ليس من عنده وإنما هو حكم شرعي مذكور في كتب المذهب.
وأضاف الشيخ قائلا: «لم أقل الذي يتولى قتله زميله في العمل، فهذا كذب واضح، وإنما الحكم عليه بالكفر إذا كان شخصا معينا، والحكم بقتله، يكونان عن طريق المحكمة الشرعية، ويتولى تنفيذ الحكم ولي الأمر».
وأضاف: أطالب «العربية» بإبراز ما يثبت ما نسبته إلي مسجلا بصوتي أو مكتوبا موقعا بقلمي، وإلا فالهذيان والكذب بابهما واسع، والله حسيب الجميع.
وكانت «العربية» قد ذكرت في تقرير نشرته أن المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي عادت تتناقل فتوى للشيخ صالح الفوزان تتيح للموظف قتل زميله في العمل إن لم يكن يصلي.
وصدرت تلك الفتوى، بحسب تاريخ نشرها على يوتيوب، في ديسمبر 2009، وكان يرد فيها الشيخ الفوزان على سؤال حول طريقة التعامل مع الموظف مع زميله في العمل الذي لا يصلي.
وجاء رد الشيخ ـ كما ذكرت «العربية»: الذي لا يصلي ليس بمسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم «بين العبد والكفر ترك الصلاة»، والأدلة من الكتاب والسنة على كفر تارك الصلاة كثيرة.
وتابع في معرض رده حول الواجب فعله ضد تارك الصلاة: «يجب عزله بل يجب قتله إن لم يتب إلى الله ويحافظ على الصلاة، فهو يستتاب وإن لم يتب وأصر على ترك الصلاة، فإنه يقتل».
ويضيف: «من الأصل توظيف هذا الشخص خطأ لأنه لا يجوز تولية الكفار أمور المسلمين، لأنه سيكون قدوة لغيره»، وذكرت في ثنايا التقرير أن الفتاوى القديمة المتجددة فتحت الباب مرة أخرى حول الفتاوى المتشددة التي تجيز القتل في حالات مختلفة وتترك الباب مفتوحا دون تحديد من يجب أن يقوم بهذا الدور.
وتركت بعض الفتاوى ـ ومنها فتوى الشيخ الفوزان ـ الباب مفتوحا للاجتهاد، ولم تشترط أن يكون تنفيذ الحد بيد ولي الأمر.