في إحدى مساءات الكويت، العام 1962 كان الفنان محمد جابر يوصل بسيارته الفنانة مريم الصالح إلى بيتها. وإذا بأبناء الحي قد اجتمعوا، ونظراتهم كلها غضب واستنكار، حتى كادوا يضربون الرجل الذي يأتي كل يوم ليأخذ ابنتهم، ومن ثم يعيدها في الليل إلى منزلها، وسط مجتمع محافظ لم يألف هذا السلوك، كما يروي القصة لـ"العربية"، الفنان محمد جابر، والذي تحدث ضمن وثائقي "هذا حسينوه"، عن بدايات دخول الفتيات إلى العمل المسرحي، والذي كان سبق الريادة فيه للفنانتين مريم الصالح ومريم الغضبان، ضمن فريق مسرحية "صقر قريش" التي أخرجها الفنان المصري زكي طليمات، المشرف الفني على "المسرح العربي" في الكويت.
يقول جابر "أول ما جاء الدكتور زكي طليمات قال نريد فتاة كويتية تقوم بالبطولة.. فشافوا مريم الصالح"، مضيفا "في الستينيات كان هناك ضغط على البنت، وين تطلع ووين تروح"، مبينا أنه تم تكليفه بمرافقتها، حتى حصل في إحدى الليالي ما لم يحمد عقباه، عندما تم توقيف سيارة الفنان جابر، والذي دخل في نقاش مع جيران الفنانة الصالح، ودعاهم إلى زيارة المسرح، وهو ما تم بأن جاء لتفقده عدد منهم، وبعدها هدأت الأمور ومرت بسلام، بعد أن شاهدوا الفنانة الصالح على خشبة المسرح بكل احترام وأدب، وهو ما دفعهم لتقديم اعتذارهم تاليا.