في أدغال قرية كونغثونغ في شمال شرق الهند، تخترق أنغام غريبة الضوضاء المتأتية من زقزقة العصافير وطنين الحشرات.. هذه الأصوات هي ترداد لنغمات يؤديها قرويون يواظبون على إحياء تقليد متوارث عبر الأجيال للمناداة بالموسيقى.
ففي هذه القرية النائية الواقعة بين الهضاب الخضراء في ولاية ميغالايا النائية، اعتادت كل أم من اتنية خاسيس أن تؤلف لمولودها نغمة خاصة ترافقه حتى مماته ويرددها الآخرون لمناداته. أما الاسم «الحقيقي» فلا يستخدم إلا نادرا في التخاطب الشفهي خلال سنوات العمر.
ولدى اجتياز الشارع الرئيسي في هذه القرية الرابضة على سفح جبل، يمكن سماع أناشيد متناغمة تتقاطع من الجهات كافة بما يذكر بالهدهدة أو الزقزقة... فمن هنا أم تطلب من ابنها العودة للمنزل ومن هناك أطفال يلعبون وفي البعيد أصدقاء يتداعون للتلاقي.
ولا تشبه أي نغمة الأخرى وهي تزول مع زوال أصحابها. ولدى أبناء هذه القبيلة المقيمين في منطقة محاذية لبنغلاديش، تعكس هذه النغمات رابط الأمومة الذي يتجسد ليس بالكلمات وحسب بل أيضا بالموسيقى.