جاسم التنيب
يُعد معرض سوق السفر العربي، حدثا عالميا رائدا في صناعة السفر في الشرق الأوسط، حيث يصل حجم صفقات الأعمال في هذا القطاع إلى نحو 2.5 مليار دولار.
وقد انطلقت دورة العام 2019 التي أقيمت في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة من 28 أبريل حتى 1 الجاري، حيث تضمنت العديد من الفعاليات من بينها فعالية التواصل السريع بين المشترين، التي تسمح للعارضين بالالتقاء بكبار المشترين لمدة خمس دقائق في كل لقاء، وفعالية التواصل الرقمي السريع بين المؤثرين في هذا القطاع، وهي فرصة لمدوني السفر للالتقاء بالعاملين في مجال السفر، وفعالية الوظائف في السفر التي توفر فرصا لدخول الطلاب إلى هذا السوق، بينما تقدم أكاديمية وكلاء السفر سلسلة من البرامج التي توفر فرص التدريب المجاني والتواصل مع الوكلاء لمدة نصف يوم على مدى يومين.
ومن الفعاليات الأخرى التي تضمنها المعرض صالون العناية، ولمحة من ILTM، الذي يصل كبار المشترين بالعارضين، وصالونات نادي المشترين، ومعرض تقنيات السفر، الذي يعرض الابتكارات الثورية في مجال السفر.
صفقات بـ 2.5 مليار دولار
اجتذبت دورة المعرض في عام 2018 أكثر من 39.000 متخصص، و2.661 شركة عارضة، و940 إعلاميا، وشهدت إبرام صفقات بما يقرب من 2.5 مليار دولار، تزامنا مع مساعي دبي لتعزيز مكانتها مركزا عالميا للحركة السياحية عبر الاستمرار في تطوير الخطط الرامية إلى استدامة القطاع، ورفده بعناصر النمو اللازمة، التي كان آخرها استراتيجية دبي السياحية 2025، والتي شكلت خريطة طريق لمستقبل القطاع في المرحلة المقبلة.
أما هذا العام فقد استقبل نحو 2500 شركة عارضة من جميع أنحاء العالم، وزاره نحو 40 ألف زائر متخصص في صناعة الضيافة والسفر والسياحة، وشهد مشاركة ممثلين عن 150 دولة و65 جناحا وطنيا وأكثر من 100 عارض جديد يشاركون للمرة الأولى في هذا الحدث الرائد بما فيها: «معرض إكسبو 2020 دبي»، «طيران ناس»، «الوكالة الوطنية للسياحة في بيلاروسيا»، «لجنة موسكو للسياحة»، «هيئة الجبل الأسود للسياحة»، «المكتب الرسمي للسياحة في جنوب أفريقيا»، و«هيئة السياحة في زيمبابوي».
وتمت تغطية قطاعات السفر المختلفة مثل الوجهات، وتقنية السفر، والرحلات البحرية، والضيافة، وتأجير السيارات، والخدمات الطبية، والسبا والعناية بالصحة، وداخل تلك القطاعات قام العارضون بعرض منتجاتهم وخدماتهم المبتكرة، واطلقوا فرصا جديدة للمشترين، وكان المعرض ذا فائدة كبرى بالنسبة للمشترين، حيث أشار 85% منهم إلى أنهم تمكنوا من إيجاد المورد المناسب لهم في الحدث.
التقنيات والابتكار
مثلت التقنيات المتطورة والابتكار المحور الرئيسي لفعاليات معرض سوق السفر العربي 2019، حيث تم التطرق إليها في جميع الجلسات والنقاشات التي دارت في أروقة المعرض. وناقش الخبراء والمتخصصين التحول الرقمي وأثره في قطاع السياحة والسفر، وظهور تقنيات مبتكرة من شأنها تغيير الطريقة التي تعمل بها صناعة الضيافة في المنطقة بشكل كبير.
المسرح العالمي
أقيمت أولى الجلسات على المسرح العالمي «جلوبال ستيج» بعنوان «المنتدى السياحي العربي ـ الصيني»، على مدار ساعتين، وتكمن أهمية هذا المنتدى في ظل النمو الهائل الذي يشهده قطاع السياحة في الصين، التي من المتوقع أن تستحوذ على نحو ربع السياحة العالمية بحلول عام 2030، وقد ناقش الخبراء خلال الجلسة أهمية هذا النمو للوجهات السياحية حول العالم والاستفادة منه.
كذلك استضاف المسرح العالمي قمة الصناعة الفندقية الأولى من نوعها، والتي شهدت حضور مجموعة من أبرز الخبراء لمناقشة أحدث مشاريع البنية التحتية وفرص الاستثمار والابتكارات الرقمية.
إضافة إلى ذلك كانت هناك جلسة مخصصة للسياحة في المملكة العربية السعودية، وجلسة تحدث فيها السير تيم كلارك رئيس طيران الإمان، وكذلك القمة العالمية للسياحة الحلال والتطرق إلى أبرز الاتجاهات الحديثة في هذا القطاع والدور المتنامي الذي تلعبه التكنولوجيا المتطورة في تطوير الخدمات بما فيها خدمات العمرة.
حضور خليجي بارز
كان من اللافت للنظر دور أبناء الخليج الكبير في الترويح السياحي لبلدانهم من خلال الهيئات الحكومية المشاركة، مما أعطى انطباعا جيدا عن الجهود المبذولة، والمساعي الحميدة لهذا الأمر، ولذا كان السعي بين أجنحة وصالات المعرض مشوقا للغاية، حيث الانتقال من دولة إلى أخرى ومن منظر إلى آخر لمشاريع سياحية وفنادق كبيرة ومناظر خلابة للمواقع السياحية.
اشتمل المعرض على أجنحة للإمارات، والسعودية، والبحرين، والكويت، وسلطنة عُمان، ومصر، وتركيا، والمغرب، وتونس، والجزائر، وسورية، اضافة الى دول اخرى.
قهوة أم عفراء وحنة أم سلمان
خلال تجوالي اليومي في المعرض والتنقل بين أروقته، استوقفتني حكايتان، الأولى حنة أم سلمان «مريم» والثانية قهوة أم عفراء بالجناح العماني، الذي كانت تغمره الطيبة والكرم.
فقد استقبلت أم سلمان بابتسامتها ضيوف سوق السفر لوضع الحناء على أيديهم بنقشات جميلة مختلفة، ويوميا كان يحضر إليها ما بين 60 و70 امرأة لتزين كفوفهن بالحنة العمانية، وذلك من الصباح وحتى المساء دون كلل أو ملل.
أما أم عفراء العمانية، فكانت تستقبل زوار الجناح العماني بالحلوى العمانية المميزة والقهوة العربية الأصيلة، وأظهرت التعامل العربي الأصيل لأهل وشعب عمان خلال استقبالها لضيوف الجناح، وإذا ما فرغت «دلة» قهوة استبدلتها أم عفراء بسرعة بـ «دلة» أخرى مليئة بالقهوة لكي يتذوق منها زوار الجناح.
طاقة خليجية وضاءة
بذل أبناء دول التعاون الخليجي جهودا واضحة في هذا المعرض، وأظهروا طاقة رائعة للزائرين للتعريف بالسياحة في بلدانهم وذلك بصورة مشرقة ومشرفة توضح المعالم والآثار التاريخية التي تمتاز بها كل دولة خليجية، وكان الشباب المشاركون على درجة كبيرة من الوعي والحضور الرائع، وكان مثلهم شباب الدول العربية الأخرى المشاركة.
وقام أعضاء المركز العربي للإعلام السياحي بزيارة أجنحة المعرض والاطلاع على كل المستجدات من المعالم السياحية والآثار التاريخية لكل بلد، كما تمت زيارة الشركات التي تحتوي على الفنادق والمنتجعات السياحية والطيران ومشاهدة ما يقدمونه.