- منتجعات متخصصة ومياه فوارة وطين حار وعلاج طبي وتلطيفي ترجعك إلى عمر العشرين
- تنقصها المطاعم المتنوعة وأماكن الترفيه
بقلم: يوسف عبدالرحمن
[email protected]
هل توقف الزمن في «بشتني»؟
هذا هو السؤال الذي سألته نفسي الآن بعد زيارة مدينتي المفضلة للعلاج الطبيعي!
مفاصلك تعورك؟.. أي توجعك وتتألم؟.. كرشك صار مترين وتبي تصغره!
رقبتك تطقطق أي تسمع لها صوتا؟.. فيك خمول وكسل وتعب الأيام وتبي تقضي إجازة علاجية!
أنا عندي لك الحل؟ وتقول: كيف؟
تعال معي أصحبك في هذه الاستراحة من محطاتي السياحية بعيدا عن الكويت إلى أرض العلاج الطبيعي والمياه الفوارة والطين الأسود وابر الكربون وجلسات الكهرباء والمساج والمياه الحرارية والعلاج المغناطيسي والمياه الكبريتية والمياه المالحة الفوارة!
عرفت وين رايحين؟.. نحن الآن على أبواب بشتني؟
أتعلم شيئا عن بشتني عزيزي القارئ؟
يذكر العالم كله وخاصة جيلنا المخضرم جمهورية تشيكوسلوفاكيا الموحدة التي ظلت 74 عاما مندمجة حتى انفصالهما في عام 1993 عقب استفتاء شعبي اختار فيه السلوفاكيون ان يكونوا دولة مستقلة.
أحببت بشتني العلاجية وأرى أن الزمن توقف عند سياحتها التي تحتاج إلى قفزة نوعية تحتاج الى تجديد، فليس من المعقول بعد أن زرتها قبل عشرين سنة أجدها كما هي ولم يتغير فيها شيء، لكن زاد عددها الى نحو 30 ألفا واستقطبت 10 آلاف سائح ألماني وعربي، خاصة من دول الخليج العربي.
عزيزي القارئ الكريم تعال معي في جولة صحافية تجوب فيها المنتجعات المتخصصة وجمال الطبيعة والخضرة والينابيع الباردة والحارة والكوادر المدربة على العلاج الطبيعي والطب التلطيفي خاصة في بشتني وعلى بركة الله نبدأ:
إذا أحببت أن تزور بشتني فعليك إما أن تأتي عن طريق عاصمتها برتسلافا أو محطتك «فيينا» وفي ساعة و40 دقيقة تصل بشتني من مطار النمسا وفنادق ترسل لك المواصلات ان اردت سيارة صغيرة او كبيرة وحسب الطلب، وفي طريق يُبهرك نهر الدانوب الأزرق والمساحات الخضراء في الجبال والوديان والسهول، وقد أحبها السياح لأنها من المدن منخفضة الجريمة وفيها الأمن مستتب!
بشتني مدينة متخصصة!
ما يميز بشتني أن لها جمهورا عريضا زارها ويحب علاجاتها المنوعة خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تحولت بعض المدن مثل بشتني وبراق وكارولوفي فاري الى مدن متخصصة في العلاج الطبيعي خاصة انها تملك الينابيع الحارة الفوارة والطين الأسود وكل المركبات الهيدروجينية والكربونية والصوديومية.
وبرزت هناك شركات في الكويت تقوم بهذه الخدمة مثل شركة الصوان وغيرها من المكاتب السياحية التي تجلب سياحا من الكويت ليتعالجوا هناك في مصحات بشتني، اضافة الى وجود أُناس يملكون خبرات واسعة في تجربة العلاج الطبيعي، وهناك من يمتلك منزلا أو شقة في بشتني ويأتي لها كل عام للعلاج او للسياحة وهذا (أمر) سأتوقف للحديث عنه في هذه الإطلالة العلاجية.
بشتني الواقعة على ضفاف نهر الفاه لها جمهور عالمي وخليجي يزورها كل صيف وهناك من يذهب لها شتاء، وفي الموسم الواحد يزورها أكثر من 50 ألفا يشكل العرب منهم 15% وهم على التوالي: كويتيون، إماراتيون، سعوديون، قطريون، بحرينيون وعمانيون.
ويدخلها كل من يحمل تأشيرة شنغين الأوروبية ولهم نقدهم ولكن المسيطر والمتداول اليورو.
ومعروف أن الكويتيين هم أول من دخلها في الستينيات، وهناك من يملكون فيها شققا وعقارات.
كسروا العصا!
شعار المدينة إذا زرتها ستجده في السنتر وعلى مطبوعاتهم وفي إعلامهم رجل يكسر العصا عكازه، وهذا دليل قوة واستغناء عن العصا في المرحلة اللاحقة وهذا هو لب فحوى الرسالة ذات المضمون، فمن يأتي إلينا ليس بحاجة إلى العصا.
في بشتني الهادئة التي زرتها 4 مرات وجدت فيها منذ عشرين عاما خلت العديد من المصحات ومازالت وعددا من المستشفيات والمراكز المتخصصة بالعلاج الطبيعي وأخذت (صيتا) قويا في التداوي بالطين الأسود وإبر الكربون والمياه الفوارة والكبريتية، في حين تقدمت المدن المحيطة بها مثل فيينا وبودابست حيث يجمعها (نهر الدانوب العظيم) هذا النهر القادم من ألمانيا ليصب مياهه في البحر الأسود! وهذه عواصم أوروبية لها الصدارة اليوم!
اليوم زبائن بشتني هم ممن يعانون من كل أنواع الديسك والروماتيزم والشلل النصفي وأبورعاش والسمنة وتخسيس الوزن وآلام المفاصل والركب، وهناك من ينشدون برامج التجميل والاسترخاء، والكويتيون هم من زوار بشتني منذ الستينيات.
مناظر منوعة
منظر مركز المدينة والجسرين على نهر الفاه وسلسلة الكافيهات يلفت النظر لصغر حجم المدينة التي تقدم الهدوء والعلاج في آن واحد بعيدا عن صخب المدن الكبرى.
يحتل الكويتيون بشتني منذ شهر (6 و7 و8) ثم تأتي مجموعة الشتاء وكلهم على حد سواء طلاب برنامج شبه ثابت سأعرضه عليكم في هذه الحلقة.
مهرجانات!
في سلوفاكيا عموما هناك حب للمهرجانات المختلفة التي تميزوا بها خاصة في بشتني التي تجذب آلاف السياح خاصة بالمسرح والأفلام والموسيقى والطعام، ومن أشهر هذه المهرجانات هناك:
مهرجان: Pohoda خاصة بمدينة ترينسين ويجذب 30 ألف سائح سنويا خلال 3 أيام، وهو مهرجان خاص بالمسرح والأفلام. وفي بشتني يقام مهرجان: Topfest ويجذب محبي الموسيقى، وهناك مهرجان في برستلافا يخص الطعام.
بشتني العلاجية
وأنت متجه إلى بشتني دعني أفيدك بروشتة مجربة تعرف بها العلاجات المطلوبة لك قبل أن تصلها؟
كيف ذلك؟ عزيزي القارئ اصحبني في هذه الجولة الورقية واحتفظ بهذه الروشتة حتى تستفيد من ذهابك هناك فبشتني من أحسن المدن العلاجية التي تقدم لك وصفة ترجعك عشرين سنة الى الوراء من عمرك!
هناك مصحات كثيرة وعليك اختيار الجيد منها وأنا جربت الصوان في غراند واسبليندد وبلاس سبلانادا بالأعوام الماضية وهي سلسلة مصحات وفنادق طبية تقدم الخدمة لنحو 1400 سائح وقدرة لعلاج أكثر من 6 آلاف علاج يوميا، وفي هذا العام جربت Thermia Palace وهو مصح عريق وقديم كان قصرا ثم تحول الى مصح يعالج احتياجات العلاج الطبيعي والتلطيفي في عام 1912 وهو اليوم من أبرز معالم بشتني ويوفر نحو 60 - 80 برنامجا علاجيا في 24 جلسة في الأسبوع، وفيه 121 غرفة من بينها 15 وحدة سكنية وغرفة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.
والتدليك الطبي عندهم ـ والله ـ عجيب يزيل التشنج العضلي والعلاج الحركي والعلاج بالارجو!
وهناك التدليك المائي الحار والبارد وحمام الفقاعات وحمام تحت الماء وحمام الخطوات في الطين والجر بالماء لإعادة التأهيل وتدليك الأنسجة الضامة!
احرص عزيزي الزائر لبشتني أن تجرب:
٭ قسم التشخيص الطبي والمختبري.
٭ كل ما يخص Elektro Magnet الأجهزة الطبية الكهربائية التي تفيد المفاصل والركب والظهر من خلال العلاج المغناطيسي والعلاج بالموجات فوق الصوتية.
٭ جرب إبر الكربون Carbon Insutlations.
٭ الطين الأسود الحار: هذا علاج جميل يعالج المفاصل والرقبة والظهر والأرجل لكن صاحب القلب لا ينصح به وانخفاض السكر! ويسمى الطين الأسود Mud Pack، وهو جرافا نفو والبارافين، احرصوا عليه طيب!
٭ الليزر متوافر: Laser لمن يطلبه او يحتاجه وهو دقائق قليلة جدا مقارنة بالعلاجات الأخرى.
٭ استنشاق الأوكسجين لأصحاب التنك!
٭ علاج التمارين الرياضية الجامعية في حوض الماء الساخن أو البارد Rehab water gymnastic.
٭ حمام الغاز الكربوني الجاف والحقن بالغاز الطبيعي.
٭ أحببت المساج الطبي: Massage cless Part وقد وفقني الله هذه الزيارة باثنين ممتازين بالفعل مساج طبي!
٭ أيضا اطلب كل علاجات: Miror Pool في الماء الساخن الطيني والفوار وغيره من العلاجات.
يقال إن أول دراسة علمية موثقة في العلاج الطبيعي كانت في بشتني عام 1923 غير أن رأيا آخر يقول إن أصول هذه الدراسة تستند لدراسة تعود لعام 1549م!
لكن الحقيقة المعروفة أن العلاج في بشتني بدأ في القرن الرابع عشر وحقق شهرة في أوساط الملوك والنبلاء والأسر الارستقراطية والقضية متوارثة جيلا بعد جيل.
وتبقى بشتني هي العاصمة العلاجية وبرتسلافا هي العاصمة السياحية.
بشتني السياحية!
زرت بشتني 4 مرات بعد الاحتلال العراقي مرتين مع والدتي - رحمها الله - وزرتها الآن ولم يتغير اي معلم من معالمها السياحية. مركز المدينة كما هو بكل مبانيه القديمة والجسران اللذان يربطان الضفتين كما تركتهما منذ سنوات.
المدينة بحاجة إلى (قفزة سياحية) تغير معالمها وتقدم للسائح القادم إليها غير العلاج الطبي والتلطيفي تنوعا سياحيا يبدأ بالتصريح للمطاعم وأماكن الترفيه فليس كل المرضى مرضى ولا كل المرضى ومرافقيهم مرضى؟
المدينة بحاجة إلى قفزة سياحية تنقلها كي تكون بالفعل معلما حضاريا يبدأ بمركز المدينة ومحيطها!
بشتني بحاجة إلى قوانين جديدة وأماكن سياحية مطلوبة مثل مدن الملاهي وتنوع المطاعم وأيضا طرق جديدة لمحبي ركوب الدراجات والرياضات المائية.
كما أن بشتني كانت تتميز بوجود الكريستال المصنوع محليا وله زبائنه وعشاقه وبشتني مشهورة به، واليوم اختفى من أسواقها!
بشتني جميلة غير ان هذا ليس كافيا لجذب السياح المرضى وغيرهم فهل نرى في القريب العاجل ما ندعو إليه.. بشتني بحاجة إلى نقلة نوعية.
بشتني بلا مطاعم!
في ضوء تجربتي المتكررة لبشتني أستطيع أن أقول ليس كل زوارها من المرضى الذين يتطلبون نوعا معينا من الغذاء؟ ربما هناك من يقصدونها ويطلبون الريجيم وهذا حقهم لكن ما ذنب مرافقيهم؟
المطلوب على وجه السرعة تغيير نظرة اهل بشتني من ناحية بقاء فقط (طعام المصحات).. بشتني تملك مطبخا يقوم على الخضراوات واللحوم والأجبان والحلويات قليلة السعرات!.. زيدوا المينو!
ويفخر السلوفاكيون بأنهم يتميزون بصنع أنواع عديدة من الأجبان خاصة البيضاء التي تؤخذ من الماعز وهم يقولون في حال السفر: كم نفتقد جبننا.
نعم هناك من هو ملتزم بالطعام الذي يقدم في المصحات لكن هناك من يحتاج الى سلسلة من المطاعم العربية والهندية والإيرانية والصينية والإيطالية.
افتحوا المجال للمستثمرين خاصة (الكويتيين) فهناك من هم رواد منذ الستينيات فيها؟
التنوع في المطاعم راح يجلب المزيد من السياح والمرضى ومرافقيهم.. فكروا يا حكومة وبرلمان برتسلافا!
بلدكم توقف عندها الزمن ولم يتطور أبدا في المجال السياحي.. فماذا أنتم فاعلون؟
المسافر الخليجي!
المسافر العربي الخليجي أينما يحط الرحال في أوروبا يحتاج إلى ممارسة ما يعمله في بلده فهو بحاجة إلى لحم ودجاج وسمك؟
لا تعجب، فوالله هم كذلك في بشتني وغيرها وجدتهم يسألون عن أماكن المزارع ليشتروا الخرفان والدجاج ليذبحوها ويطبخوها في شققهم؟
أعجبني صاحب مطعم في بشتني افتتح مطعمه للسمك ووضع فيه «أدوات صيد السمك» يأتي السائح ويطلب «السنارات» ويبدأ بالصيد ثم يزن ويدفع السائح ما عليه ويُطبخ له جزء ويحمل معه ما تبقى للشقة!
مثال عملي لتطبيق الجودة في التعامل العربي الخليجي.
أوضاع أحيانا تضحك وأخرى تزعل مثلما ما فعلها احدهم بذبح التيس في «بانيو الفندق».. ياللهول!
يومها صارت قصة وحكاية وشرطة!
برتسلافا
زرت برتسلافا أكثر من مرة وهي من المدن الأوروبية العريقة بدانوبها النهري العظيم، ويبلغ عدد سكانها نحو 5.5 ملايين نسمة ويتحدثون السلوفاكية والانجليزية والألمانية ويمكن زيارتها طوال السنة وفيها شبكة المواصلات شاملة (باصات - سيارات أجرة - قطارات - سفن في نهر الدانوب).
ما يلفت النظر أبنيتها القديمة الموروثة من (حقبة الشيوعية) وما قبلها من القرن التاسع خاصة بوابة النصر وقصر برايمات الذي أنشئ في منتصف القرن السادس عشر وهو في غاية الروعة عمارة وزخارف ولوحات ومفروشات أثرية، وهناك دار الأوبرا والمسرح الوطني والمدينة القديمة والكنائس والكاتدرائيات والمكتبات القديمة التاريخية وحديقة الحيوان وتضم 6300 حيوان و152 نوعا وهناك قسم للديناصورات!
إذا تحب المغامرة أنصحك بزيارة جبل: Strbsko وشلالات: Skok وهي مياه جارية رقراقة خاصة في البحيرات التي تحبس الأنفاس بجمالها وهناك أكثر من 800 قلعة تاريخية.
استطاعت برتسلافا أن تجذب السائح الأوروبي والعربي الخليجي لأسعارها المعقولة مقارنة بالدول الأوروبية المحيطة بها.
٭ مثل أي (رحالة) في هذا العالم رأيت أكثر مما أتذكر، وأتذكر أكثر مما رأيت وأكتب لكم.. إنه الكون الشاسع وحاولت أن أُعرفكم به!
٭ للقراء الأعزاء.. لا نقول وداعاً .. بل إلى محطة سياحية قريباً.