اللافت في فبراير 2016 أن الكويت ترتدي بأيامه الربيعية الزاهرة ألوان علمها اﻷربعة بأربع مناسبات بهيجة:
مرور 55 عاما على الاستقلال.
مرور 25 عاما على التحرير.
مرور 10 سنوات على تولي صاحب السمو اﻷمير الشيخ صباح اﻷحمد مقاليد الحكم.
مرور 10 سنوات على تولي سمو الشيخ نواف اﻷحمد ولاية العهد.
من بين الفعاليات الكثيرة والمتنوعة شدني منظر عوائل الشهداء في حديقة الشهيد وهم يحتفلون بأوپريت بصمة وطن الذي يسرد لنا حكاية شهداء الكويت من الاستقلال مرورا بالتحرير وانتهاء بشهداء الصلاة في جامع الإمام الصادق، وأشير بالخصوص إلى الدروس التي نتعلمها من صلابة وثبات أهالي الشهداء وهم يستذكرون حكايات آبائهم الشهداء وكيف حفظوا بدمائهم وتضحياتهم الوجود الكويتي الذي ننعم به اﻵن، لقد بهرتني تلك الفتاة ابنة الشهيد وهي تحمل صورة أبيها بكل فخر وهي مبتسمة، وكم نتعلم من ذلك الطفل حفيد الشهيد الذي يصدح بأبيات شعرية يمتدح جده ويستنهضنا بتلك الدماء الطاهرة، وأجد نفسي أقف احتراما لتلك العجوز أم الشهيد الوالدة التي اختصرت لنا الملحمة الوطنية للشهادة بلسان حالها.. إن الشهداء لم يحملوا شعارات رنانة ولم يتفوهوا بالمنمق من الكلمات، دماؤهم نطقت وأرواحهم شهدت بالمعاني الصادقة للحب والولاء والعطاء والبناء.
ونحن ماذا عسانا أن نتفوه أمام هذه الهامات الشامخة؟ يعجز القلم وتشل الحروف وتتصاغر الكلمات أمام قطرة دم لشهيد أريقت من أجل تراب الوطن.
إذا أردنا أن تكون لنا بصمة في هذا الوطن فعلينا أن نفرق بين من يدمر ومن يعمر وبين من يبني ومن يهدم، آن الأوان أن نعي أوضاعنا ونصحو بدلا من التذمر و«التحلطم» ونبدأ بالتغيير، وتكييف أنفسنا لضمان العيش الكريم بعز رغم التحذيرات من أزمة اقتصادية في القادم من اﻷيام.
أيها الشهيد.. إنك أعطيت بلا حدود وأعطيت ولم تبخل بلا ترشيد ووصلت بعطائك إلى قمة العطاء وعلمتنا معنى «كويت العطاء» فكم أعطانا هذا الوطن من عطاءات.
أيها الشهيد.. منك نتعلم ونستفيد، فإذا أردنا الترشيد فلنبدأ بالكبير قبل الصغير، ولتبادر القيادات ويكونوا هم القدوات.
ونحن نحتفل بأعياد الاستقلال والتحرير، لنحرر أنفسنا من قيود وعبادة الماديات والتفاهات، ونحافظ على استقلاليتنا ببناء شخصية كويتية متميزة مستقلة تحفظ دماء شهدائها، لأن الشهداء أكرم منا جميعا. فلنحافظ على الكويت جميعا.
drahendal@