إن كان المشرع الكويتي لم يضمّن نصا واضحا يعرف فيه جرائم أمن الدولة، إلا أن الفقه تولى ذلك، فهي عبارة عن مجموعة من الجرائم السياسية التي تمس الدولة وتمس سيادتها مما يؤثر على أرضها ومواطنيها أو تنال من نظام الحكم فيها.
وقد قضى المشرع الكويتي في مادته (30) من قانون الجزاء رقم 16 لسنة 1960 (بحظر الجمعيات أو الجماعات أو الهيئات التي يكون غرضها العمل على نشر مبادئ ترمي إلى هدم النظم الاساسية بطرق غير مشروعة، حيث يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز 15 سنة المنظمون والداعون للانضمام إلى الهيئات المشار إليها، أما من اشترك في هذه الهيئات وهو عالم بالغرض الذي تعمل به فيعاقب بالحبس مدة لا تجاوز عشر سنوات).
أما فيما يتعلق بالتدريب على حمل السلاح أو على استعمال الذخيرة وكل من تلقى فنونا حربية، وهو عالم أن من يدربه أو يلقنه يقصد الاستعانة به في تحقيق غرض غير مشروع، فإنه يعاقب وفقا للمادة (31) بالحبس مدة لا تجاوز خمس سنوات.
الملاحظ في المادتين السابقتين أن الجاني في الجرائم الواقعة على أمن الدولة يجب أن يكون على علم ومحيطا بالواقعة الإجرامية، ومن دون هذا العلم لا يمكن أن تقوم الإرادة الإجرامية.
وقد تناولت المادة (3) من القانون رقم 35 لسنة 1985 في شأن جرائم المفرقعات حالة من استورد المفرقعات أو أحرزها أو حازها أو وضعها أو جلبها أو صدرها أو نقلها قبل الحصول على الترخيص وكان ذلك بقصد ارتكاب جريمة بواسطتها أو تمكين شخص آخر من ذلك فإنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن عشر سنوات، وتشمل المفرقعات والديناميت والبارود وكل مادة تحدث انفجارا بحكم خواصها الطبيعية أو الكيميائية، كذلك يعتبر في حكمها كل مادة أخرى يدخل في تركيبها المفرقعات إضافة إلى الأجهزة والآلات والأدوات التي تستخدم في صنعها أو في تفجيرها.
وقد عاقبت المادة (4) من القانون رقم 6 لسنة 2015 في شأن تنظيم جمع السلاح والذخائر والمفرقعات بالحبس مدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة مالية لا تزيد على عشرة آلاف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من حاز أو أحرز أسلحة أو ذخائر أو مفرقعات غير مرخصة أو محظور حيازتها.
وبرأيي أعظم أنواع الخيانة هي خيانة الوطن، والخائن لا يحترمه أحد حتى من عمل لحسابهم ومثال على ذلك «العميل النمساوي الذي ساعد نابليون في احتلال فيينا وكان متفقا معه على مبلغ مالي، فلما دخل نابليون فيينا أتاه ذاك الخائن فسلمه نابليون ثمن خيانته وشكره على تعاونه فمد العميل يده لمصافحة نابليون فأبى نابليون وقال له: لن أصافح خائنا، فمهما كنت فأنت خائن» ويقول المثل: الذي خان وطنه وباع بلاده مثله كمثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافؤه.
اللهم من أراد للكويت وشعبها وأميرها سوءا فأشغله بنفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره، اللهم احفظ الكويت وكل دول الخليج من كل مكروه.