نعيش اليوم ذكرى جميلة غالية على قلوب المسلمين جميعا ألا وهي ذكرى مولد النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم، ففي كل عام تمر علينا ذكرى مولده، البعض يتوقف قليلاً لدى هذا اليوم المبارك في استحضار سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخلاقه الكريمة التي لن يصل إليها أي كان، فمهما بلغنا من مكارم الأخلاق يبقى النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيدها وملكها، ولن نصل إليه أبدا فيما تحلى به من خلق كريم.
وفي مصادفة غريبة مع ذكرى مولد نبينا محمد، العالم اليوم منقسم حول مؤيد ومعارض للجريمة التي حدثت نصرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم جراء الإساءات المتكررة لرسول الله، إلا أن الحقيقة الأساسية هي أن الرسول محمد الذي كرمه الله على سائر المرسلين والعالمين بالتأكيد كل من يسيء إليه تحل عليه اللعنة السماوية، صدق من صدق وكذب من كذب، إلا أنها الحقيقة، فالرسول صلى الله عليه وسلم نزل عليه بالإسلام روح القدس (جبريل عليه السلام) وكان عليه أفضل الصلاة والتسليم يرد الإساءة بالإحسان، إلا أن سيد الملائكة كان يرد نيابة عنه، وهناك قصص تاريخية كثيرة كيف كان الله سبحانه يرد على كل من يسيء لرسوله الكريم إلى يومنا هذا سواء جرمنا الجريمة النكراء التي حدثت باسم الإسلام أو أيدناها، إلا أن الحقيقة أن الله سلط على من أساء لنبيه من هو أشر منه.
وهذا ما يدفعنا دائما إلى ضرورة التأكيد على تجريم الإساءة لكل الرسل والأنبياء، لأن ما سينتج عنها هو غضب الرب، ولعنة الله سبحانه متى ما طالت أيا منا فلا مفر منها إلا أنه مع شديد الأسف نضع القوانين، إلا أنها تبقى حبرا على ورق فهناك من يطبق وهناك من لا يطبق، وفي النهاية تنتج أزمة دولية وإساءات أكبر بالتأكيد عواقبها أكبر، وكل هذا لأجل ماذا؟ لأجل عدم الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية وعدم احترام القانون الدولي الذي يجرّم مثل هذه الانتهاكات للرسل عليهم السلام.
البعض يعتقد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو فقط من يتعرض للإساءة وهذا غير صحيح، فهناك النبي يعقوب عليه السلام (النبي إسرائيل) الذي اختار الصهاينة اسمه ليقترفوا كل الجرائم النكراء تحت اسم إسرائيل، فسموا باسمه فلسطين المحتلة ويقولون نحن إسرائيليون، ولو ذهبنا إلى النسابين فستعلمون تماما من هم بنو إسرائيل الذين كرمهم الله في كتابه وهم أبعد البعد عن الصهاينة.
إلا أن الكل اليوم يشتم إسرائيل ويلعن إسرائيل وهو نبي الله الكريم يعقوب عليه السلام والد سيدنا يوسف، فكيف نقبل بمثل هذه الجريمة التي ترتكب تحت اسم نبي الله إسرائيل عليه السلام.
إن كل ما نشهده اليوم من فوضى تعتري العالم تتحمل مسؤوليتها منظمة الأمم المتحدة لأنها المسؤولة عن التحقق من تطبيق الاتفاقيات ومحاسبة الدول التي لا تلتزم بمواثيق الأمم المتحدة وهي عليها أن تتخذ إجراءاتها تجاه المخالفات التي تقوم بها بعض الدول ونتمنى حقيقه أن تنتفض الأمم المتحدة من ظاهرة عدم تقبل الآخر وفكر الآخر فاليوم نحن نعيش بقرية صغيرة العالم كله متصل ببعضه والأخبار تتداول أسرع من البرق لذا فخطاب الكراهية والعنصرية الذي تشنه أي طائفة تجاه الأخرى بات ليس من السهل إخفاؤه وهو ما سيزيد من الأزمات بين الدول الأعضاء في المنظمة.
اليوم لدى انطونيو غوتيريش مسؤولية كبيرة وهي التحقق من تطبيق القوانين والمواثيق والتأكيد على ضرورة عدم الإساءة لرسل الله جميعا لأن اللعنة السماوية ستحل على العالم إذا لم نلتزم بهذا الميثاق ويكون القانون محل تطبيق جدي.
فلو كانت فرنسا ملتزمة بتطبيق قانون عدم الإساءة للرسل لما كان قتل أستاذ جامعي وحلت عليه اللعنة السماوية، ولما نتج اليوم مقاطعة للمنتجات الفرنسية التي تضرر من جرائها أفراد كثر، هذا فضلا عن عدم رغبتنا أن تتخلى فرنسا عن ثوبها العلماني الذي يفرض عليها ضرورة احترام كل الأديان السماوية.
أخيرا: ما نتمناه أيضا من الأمم المتحدة أن تفرض على الصهاينة تغيير اسم دولتهم المحتلة لأنه لا يجوز أن تتسمى دولة باسم نبي من أنبياء الله، ويدنس اسمه الشريف بالأعمال الإجرامية، أيضا نريد وقفة جادة للحد من خطاب الكراهية، فكل ما نسعى إليه هو أن نعيش بسلام ونتقبل بعضنا البعض ونحد من العنف والجريمة بنزع بذور الشر التي تتسبب بها.