تابعنا بكل أسف التطورات التي شهدتها الساحة المحلية لدينا والتي كنا نتمنى ألا تكون وأن تهدأ النفوس ونرى استقرارا سياسيا يعمّ على الوطن بالخير.
إلا أنه ومع الأسف لم تجر الرياح كما نتمنى، وقد بدأ الصدام بين السلطتين، ومع الأسف لأمر لا يعني المواطن وحياته ومعيشته ورفاهيته ولا هي قضية تعليمية او دينية، كما لو تم الصدام مثلا لأجل عدم تعديل قانون الجزاء حتى يتم تطبيق العقوبات الشرعية لنحد من الجرائم التي كثرت بالآونة الأخيرة.
ولكن مع الأسف الصدام وتهديد سمو الرئيس الشيخ صباح الخالد بالاستجواب لأجل انتخابات رئاسة مجلس الأمة، وعلى الرغم من أن الدستور لم يعط صلاحيات لرئيس مجلس الأمة تعني الشعب أو تمسّ جيب المواطن وشؤون حياته أو تسيير السياسة الخارجية والداخلية للدولة فقد حددت المهام لرئيس مجلس الأمة بما لا يتجاوز حدود مجلس الأمة أي أن الشعب لا يعنيه في الغالب من هو رئيس مجلس الأمة؟ لأن شخص الرئيس هو أمر يعني الأعضاء بالدرجة الأولى لأنه ينظم الجلسات ويديرها ويدير مجلس الأمة والعاملين فيها وهو بالتالي حدوده داخل مجلس الأمة.
لذلك، فإن تقديم استجواب لسمو رئيس مجلس الوزراء لأن الحكومة لم تصوت للنائب والوزير السابق بدر الحميدي وعلى الرغم من أن التصويت كان لمصلحة الرئيس مرزوق الغانم، حيث جرى التصويت داخل أروقة مجلس الأمة، ففاز باختيار النواب وهذه انتخابات داخلية بين الأعضاء ولا ضير سيقع على المواطن على خلفيتها.
وحول كل ما يشاع أن الحكومة تدخلت أو لم تتدخل بالتالي، كانت هناك انتخابات داخل أروقة مجلس الأمة كانت نتيجتها فوز الرئيس مرزوق الغانم، وعليه فإن الإيمان بالديموقراطية يجعلنا نتقبل الرئيس الجديد ونهنئه ونتمنى له التوفيق لما فيه مصلحة وخير للوطن وكما ذكرت فإن شخص الرئيس لا يؤثر بصورة مباشرة على المواطن لأن من يتخذ القرارات التنفيذية التي تعني المواطن هم شيوخنا، حفظهم الله الذين توارثوا مبدأ صون وحماية مصلحة الوطن والمواطن.
لذا لم يحدث في تاريخ الكويت القديم أو المعاصر أن المواطن قد تضرر، فلله الحمد أنعم الله علينا بحكام عادلين، أطياف مختلفة من بقاع العالم يحسدوننا عليهم حتى في الدول المتقدمة لم تتمكن من أن تقدم لمواطنيها ما يقدمه لنا حكامنا حماهم الله.
لذا كنا نتمنى ألا تشهد الحياة السياسية لدينا كل هذه المهاترات والتشنيج وتعطيل العمل السياسي وتنفير المجتمع من أعضاء مجلس الأمة أكثر مما هم نافرون، فقد وصل الحد للبعض إلى الكفر بمجلس الأمة وبأهميته مما يخلقه من تأزيم ومشاحنات تضر بمصالح المواطنين التي تتعطل كلما استقالت الحكومة لأن هناك مصالح للعباد لابد ألا تتعطل لأجل مثل هذه المهاترات غير المنطقية.
أما إذا كان البعض يعتقد أن مثل هذه الاستجوابات تأتي بالخير للكويت فليمل علينا أين هو الخير الذي ستطاله جيوبنا من جراء هذه الاستجوابات؟ سوى الشحن وزرع البغيضة بين الناس وتقسيم المجتمع بين مؤيد ومعارض وكلنا أبناء رحم واحد ألا وهي الكويت، فالكويت تجمعنا ومصلحتها فوق أي اعتبار ولا نقبل أن نكون محل انتقاد من الآخرين بأن أعضاءنا لا يتقنون الحرفية السياسية فبالتأكيد سيسخر منا كثر حين يسمعون أن مشاكل الكويت في ظل أزمة صحية عالمية وحياة الأفراد المهددة والاقتصاد الذي تدمر اختزلها البعض لدينا بالانتخابات الرئاسية لمجلس الأمة.
إن كل ما نتمناه حقيقه أن تهدأ الأنفس، فالكويت ليست عزبة وليست غابة بل بلد دستوري يطبق به القانون بكل حزم دون تفرقة وهذا من النادر أن يحدث في مجتمعات تماثل مجتمعاتنا، لذا فاحمدوا الله على النعمة ولا تكفروا بها.