نحيا في هذه الأيام أياما غريبة علينا، فبين الخوف من الوباء الذي يجتاح العالم والذي لا نعرف إلى ماذا سيؤول إليه تصادفنا هذه الأيام ذكرى عيدي الاستقلال والتحرير الذي نستهل بداية برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لحضرة سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الصباح حفظه الله وولي العهد سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح وعموم الشعب، سائلين المولى عز وجل أن يعيد علينا اعيادنا ونحن في أفضل حال.
فهذا العيد الأول للكويت لا تدق فيه الطبول ولا تسير فيه الناس بالمسيرات، عيد لا نعرف بهجته بمظاهر ملموسة ولكنه يسكن قلوبنا من الداخل فبمجرد هلول هذا اليوم نفرح وحتى إن كانت الدموع تغزر أعيننا.
فالكويت ذلك البلد المعطاء الشامخ الصامد في ظل كل الأزمات التي اعترته استطاع أن يسير ويواكب ركب التنمية والحضارة حتى وإن كان البعض يحاول أن يقلل مما وصلت إليه الكويت إلا ان العالم يشهد كم حققنا من تقدم بالرغم من كل الظروف التي اعترتنا، إلا أنه ولله الحمد نساير الدول المتقدمة في احدث ما وصلت إليه من أمور قد يعرفها العامة وأمور اخرى لا يعرفها إلا القلة ولكننا نستطيع أن نؤكد اننا في كل عام نحقق خطوات للتقدم للأمام، ولكن تعودنا ألا نباهي فيما نحقق فيكفينا فخرا اننا البلد الأكثر تأثيرا في العالم ونحن الأقل بالمساحة الجغرافية ولكننا نمتلك مقومات كثيرة ولله الحمد جعلت للكويت حضورا دوليا مهما، وأخبارنا تتداولها أطراف مهمون من شتى بقاع العالم.
وفي ظل هذه الأيام التي نحتفل فيها بعيدنا الوطني علينا أولا أن نذكر بلحمتنا الوطنية بعيدا عن العرقية والطائفية وهو الذي نشدد في كل عام عليه حتى نتمكن من الازدهار بوطننا بعيدا عن العصبية التي نهانا عنها رسولنا الكريم.
فأول درس لابد ان نتعلمه من الاحتفال بالأعياد الوطنية هو «درس الوطنية» وما تعني الوطنية؟ هو ان الوطن ومصلحة الوطن مقدمة على مصالحنا الشخصية لأنها كلها تزول امام مستقبل وازدهار وطننا، فالوطن مهم لأنه يكسبك هوية وملجأ آمن ومقومات الحياة الأساسية التي ينشدها أي إنسان طبيعي.
لذا فحين تدافع عن وطنك فأنت تدافع عن مستقبلك ومستقبل أجيالك بالدرجة الاولى لأنه بدون الكويت لن يعترف بك أحد.
لذا نحن حين نتحدث عن وطننا لابد ان نجري محاضرات للأجيال الشابة في كيفية ترجمة حب الوطن من شعارات إلى أفعال على أرض الواقع، وهذه الأفعال تبدأ بسلوك الفرد منا في حياته اليومية العادية كي يكون عنصرا بناء لوطنه.
فالغيرة على وطنك أهم شعور يشعر به المواطن وتكون اولى أساسياتها أن تحافظ على سمعة وطنك وهويتك فتفتخر بها وتتباهى بها ولا تقلل أو تنقص من شأن وطنك لأنك حينها تقلل من شأن ذاتك ومن منا يحب ان يعري أخطاءه وعيوبه أمام الآخرين؟ ليسخروا منه وهذا اول درس للوطنية.
فقيم كثيرة نحرص على إكسابها للشباب لتغيير بعض الأخطاء التي خلطت كثيرا بين الحرية والفضيحة، فأنت في وطنك حر ولكن لا تفضح أخطاء أبناء جلدتك لأنك منهم وهم منك.
أمر آخر لابد ان نشدد عليه هو أن الوطن العزيز علينا هو روضة في قلوبنا، فلا نجد بلادا اجمل من بلادنا، فلابد ان نربي اطفالنا متى كانوا في سياحة خارج الكويت وأعجبهم امر ما لابد ان نقول لهم الكويت اجمل حتى يكتسب قيمة وطنية مهمة بأن وطنه اجمل الأوطان ولنا في درس الوطنية بلد عربي يضرب شعبه اعلى مثال في الوطنية وهم الشعب المصري حين اطلقوا على بلادهم بأن مصر هي أم الدنيا فلتكن في المقابل الكويت لنا «راية الأوطان».